ملامتیہ صوفیہ اہل فتوہ
الملامتية والصوفية وأهل الفتوة
اصناف
ولد أبو عبد الرحمن في رمضان سنة 330ه في بيت علم وزهد كما قلنا، وفي هذا البيت نشأ، وعن أهله أخذ علوم التصوف والحديث، فقد أدرك جده أبا عمرو، وروى عنه، وكان من المعجبين والمقتدين به.
ولا نعرف شيئا عن حياته الأولى سوى أنه عكف منذ حداثة سنه على القراءة والدرس وجمع الكتب حتى أصبح لديه منها مكتبة عظيمة، وأنه سمع لعدد كبير من شيوخ عصره، منهم: أبو العباس الأصم، وأحمد بن علي بن حسنويه المقري، وأحمد بن محمد عبدوس، ومحمد بن أحمد بن سعيد الرازي، وغيرهم.
8
وأكثر ما عرف به السلمي مؤلفاته في التصوف، فقد وصفه الحافظ بن عبد الغفار فقال: «شيخ الصوفية في وقته، الموفق في جميع علوم الحقائق ومعرفة طريق التصوف، وصاحب التصانيف المشهورة العجيبة في علم القوم.»
9
وفيه أيضا يقول الهجويري صاحب كشف المحجوب:
10
إنه كان من أوائل من كتب في طبقات المشايخ وسيرهم وروى أقوالهم وبحث طرقهم وسلوكهم وآدابهم ومعاملاتهم وصحبتهم، وألف في أصول بعض فرقهم ،
11
ودافع عن تعاليمهم وتقاليدهم بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة، كما فعل في كتابه «السماع». ولكن السلمي كتب أيضا في التفسير والحديث، فقد حدث - على حد قول السبكي - أكثر من أربعين سنة إملاء وقراءة.
نامعلوم صفحہ