ملامتیہ صوفیہ اہل فتوہ
الملامتية والصوفية وأهل الفتوة
اصناف
69
وطريق العبودية لله هو التخلص من استعباد النفس وشهواتها وصفات العجب والزهو والكبر؛ ولهذا يقول أبو عثمان: «الخوف من الله يوصلك إلى الله، والكبر والعجب في نفسك يقطعك عن الله.»
70
ومن العبودية ترك كل الأمور إلى الله والتفويض فيها. وفي ذلك يقول أبو عثمان: «التفويض رد علم ما جهلت إلى عالمه، والتفويض مقدمة الرضا، والرضا باب الله الأعظم.»
71
ومن العبودية التواضع لله والافتقار إليه والخوف منه والرجاء فيه، وكل هذه صفات يدعو إليها أبو عثمان، ويتخذها موضوعات لدروس وعظه الذي اشتهر به. والناظر فيها يرى فيها أثرا ظاهرا لعاملين مهمين:
أولهما:
فكرة «الفتوة» التي أخذت في اصطلاح هذا الرجل معنى «العبودية»: فالفتى الذي اتخذ التضحية بالنفس وإيثار الغير عليها مثاله الأعلى، هو الملامتي الذي استكمل كل صفات العبودية وتحقق بها فأصبح لا يرى لنفسه خيرا وأدام اتهامها على كل ما ظهر منها. فالفتى الكامل هو العبد الكامل المضحي بنفسه المؤثر لله وحده.
العامل الثاني:
هو ما وصفه «الواسطي» بالمجوسية، وليس من المستبعد أن يكون التشاؤم الزرادشتي والهندي قد وجد طريقه إلى بعض صوفية خراسان وإلى البيئة الثقافية التي عاش فيها أبو عثمان الحيري. بل ليس هناك من شك في أن نظرة أبي عثمان خاصة، والملامتية عامة، إلى النفس الإنسانية إنما هي نظرة رجال متشائمين تحمل طابعا غير إسلامي.
نامعلوم صفحہ