ملک فی منفی عمر

صلاح ہلال d. 1450 AH
51

ملک فی منفی عمر

ملك في منفى العمر

اصناف

بكل تأكيد، لن ننساك أبدا.

الفصل التاسع

أنهك مرض ألزهايمر أبي على مدار أكثر من عشر سنين، وتوضح الصور العقلية المتقطعة التي يرسمها المريض في خياله حجم الدمار الذي ألم بعقله؛ مع ذلك كان أبي يخرج من وراء أسوار مرضه للحظات كل يوم ويسأل بطريقة أو بأخرى: «ماذا جرى لرأسي؟» ويضرب جبهته بيده مضيفا: «لقد تلف شيء ما هنا، هلا أخبرتني كيف عسانا نصلحه!»

وكان ينظر إلي منتظرا المساعدة، ولكن خيبة الأمل كانت تواتيه عندما أعطيه إجابة غير مقنعة؛ مثل: «ستأتي المساعدة من بريجينتس.»

هذا ما كتبه فرانتس كافكا في يومياته، قبل عشر سنوات تقريبا من يوم ميلاد أبي؛ أي يوم 6 يوليو 1916. ولا شك أن شعور أبي كان مماثلا لشعور أحد أبطال كافكا، رغم أن أبي كان يستطيع رؤية بريجينتس من نافذة منزله.

وتابع كافكا في يومياته: «وعندما حدق المريض بعينيه المتعبتين قال له الطبيب: «بريجينتس في فورآرلبرج.» فرد المريض قائلا: «لكنها بعيدة».»

أيضا بالنسبة إلى أبي كانت بريجينتس بعيدة، على الأقل قياسا بمدى عجزنا عن مساعدته. في لحظات اليقظة التي كانت تمر به، كان يتلوى شوقا إلى عقل سليم، إلا أن التحسن لم يطرأ عليه. لم يفلح ضربه بيده على جبهته كما كان يفلح في صغري عندما كان يضرب بيده على التليفزيون كلما تشوشت الصورة.

في أحد أيام ربيع 2009 جهزت دانيلا أبي للخروج في نزهة، وارتدى حذاء الخروج والسترة، ووضعت القبعة فوق رأسه وقالت: «ها هي قبعتك.» «كلام سليم وجميل، ولكن أين عقلي؟»

أجبته من المطبخ: «عقلك تحت قبعتك.»

رفع أبي القبعة ونظر فيها وقال: «لو حدث هذا، فستكون معجزة.» تردد قليلا ثم سأل خجلا: «هل عقلي فعلا تحت القبعة؟»

نامعلوم صفحہ