مخطوطات البحر الميت وجماعة قمران
مخطوطات البحر الميت وجماعة قمران
اصناف
وقامت في شهر كانون الثاني من السنة 1949 لجنة رسمية مؤلفة من مدير الآثار، ومن رئيس معهد أبحاث الكتاب المقدس الدومينيكي في القدس، الأب دي فو
R. de Vaux ، وغيرهما، وما إن أطلوا على الكهف حتى أسفوا لما شاهدوه من آثار العبث والتخريب اللذين قام بهما التعامرة، ورسل المطران وعملاؤه! فإن هؤلاء كانوا قد شقوا مدخلا جديدا للكهف، ونشروا ترابه في كل مكان، وألقوا إلى الخارج بكل ما نبذوا! وأكب العلماء على التفتيش عما تبقى، فجمعوا ألف فتيتة من الرق والبردي وكميات من فتائت الخزف، وسراجا رومانيا، و«لفافة» سجاير، وقطعا من الكتان الذي كان قد استعمل في لف الدروج لوقايتها، وتبين بعدئذ أن لفافة السجاير كانت لجبرا أحد رجال المطران، فتيقن العلماء أن دروج المطران تمت بصلة إلى هذا الكهف عينه.
وبينما كان رجال العلم يسعون للتثبت مما جرى كان التعامرة يفتشون عن كهوف أخرى لعلهم يغنمون بشيء جديد، وكانوا يعرفون «برية اليهودية» معرفة تامة؛ لانتشارهم في وديانها ومنعطفاتها يوما بعد يوم في طلب الكلأ للماشية، فكشفوا مخبأ في خربة المرد في وادي المربعات بعيدا عن الكهف الأول إلى الجنوب، ثم كشفوا كهفا آخر بالقرب من الكهف الأول، وظل التعامرة سباقين في غالب الأحيان، وظل العلماء مدة من الزمن لاحقين متأخرين متهافتين، يشترون ما يجده التعامرة، ولكنهم ثابروا على التفتيش، وساروا به سيرا علميا منتظما، فكشفوا بدورهم كهوفا أخرى، وعند السنة 1956 بلغ عدد كهوف المخطوطات المكشوفة في ساحل خربة قمران وحدها أحد عشر كهفا، وغير واحد في وادي المربعات، وخربة المرد.
نموذج من الجرار التي وجدت فيها الدروج.
كهوف قمران ومحتوياتها
وقد رقم العلماء هذه الكهوف تسهيلا لتعيينها؛ فالكهفان الأول والثاني يقعان في الصخور بين وادي الدبابير ووادي غوفات زبين. وقد وجد في الكهف الأول درج كامل لنبوة أشعيا، وشرح على حبقوق ونظام جماعة قمران. وقد عني بنشرها جميعها، بين السنة 1950 و1951، أساتذة المعهد الأميركي للأبحاث الشرقية.
2
ووجد أيضا في هذا الكهف نفسه درج نظام الحرب المعروفة بحرب أبناء النور ضد أبناء الظلمة، ومجموعة من الترانيم، وشيء من نبوة أشعيا. وقد أعدها جميعها للنشر الدكتور سوكنيك
Sukenik
الأستاذ في الجامعة العبرية، فنشرت بعد وفاته في السنة 1955.
نامعلوم صفحہ