مجموعة مختارات رسائل جاحظ

عبید اللہ بن حسان d. 400 AH
183

مجموعة مختارات رسائل جاحظ

رسائل الجاحظ

تحقیق کنندہ

عبد السلام محمد هارون

ناشر

مكتبة الخانجي، القاهرة

اشاعت کا سال

1384 ه - 1964 م

اصناف

بلاغت

وإذا كان الأمر على ما وصفنا فالبنوي خراساني. وإذا كان الخراساني مولى والمولى عربي، فقد صار الخراساني والبنوي والمولى والعربي شيئا واحدا. وأدنى ذلك أن يكون الذي معهم من خصال الوفاق غامرا لما معهم من خصال الخلاف، بل هم في معظم الأمر، وفي كبر الشأن وعمود النسب متفقون. فالأتراك خراسانية، وموالي الخلفاء قصرة، فقد صار فضل الترك إلى الجميع راجعا، وصار شرفهم زائدا في شرفهم.

وإذا عرف سائر الأجناد ذلك سامحت النفوس، وذهب التعقيد، ومات الضغن، وانقطع سبب الاستثقال، فلم يبق إلا التحاسد والتنافس الذي لا يزال يكون بين المتقاربين في القرابة، وفي الصناعة، وفي المجاورة.

على أن التوازر والتسالم في القرابات وفي بني الأعمام والعشائر أفشى وأعم من التخاذل والتعادي.

ولحب التناصر والحاجة إلى التعاون انضم بعض القبائل في البوادي إلى بعض، ينزلون معا، ويظعنون معا. ومن فارق أصحابه أقل، ومن نصر ابن عمه أكثر، ومن اغتبط بنعمته وتمنى بقاءها والزيادة فيها أكثر ممن بغاها الغوائل وتمنى انقطاعها وزوالها.

ولا بد في أضعاف ذلك من بعض التنافس والتخاذل، إلا أن ذلك قليل من كثير.

وليس يكون أن تصفو الدنيا، وتنقى من الفساد والمكروه، حتى يموت جميع الخلاف، وتستوي لأهلها، وتتمهد لسكانها على ما يشتهون ويهوون؛ لأن ذلك من صفة دار الجزاء، وليس كذلك صفة دار العمل.

صفحہ 195