203

مجموع رسائل الحافظ ابن عبد الهادی

مجموع رسائل الحافظ ابن عبد الهادي

تحقیق کنندہ

أبو عبد الله حسين بن عكاشة

ناشر

الفاروق الحديثة للطباعة والنشر

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

پبلشر کا مقام

القاهرة - جمهورية مصر العربية

اصناف

علمه الملك قبل الإنسان؛ فإن جبريل (ق ٢٥ - أ) أخذه عن الله، ثم جاء به إلى محمد ﷺ. قال: والبيان الذي علمه الإنسان يتناول علمه بقلبه ونطقه بلسانه. ثم تكلم على البيان فإن الشافعي وغيره قسموه أقسامًا، وأطال الكلام. ثم تكلم على قوله تعالى ﴿وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ﴾ (١): فقال عامة السلف والخلف: المراد بالنجدين طريق الخير والشر، وضعف قول من قال المراد بهما الثديان فقط، وضعَّف إسناده علي (٢) وغيره، وضعف أيضًا قول من قال: المراد التنويع ﴿فهدى﴾ (٣) قومًا لطريق الخير، وقومًا لطريق الشر. ﴿وضعَّف﴾ (٤) شيخنا قول من قال: إن "ما" مصدرية في قوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ﴾ (٥) تضعيفًا كثيرًا (٦)، وقال: فهذا المعنى وإن كان

(١) سورة البلد، الآية: ١٠. (٢) كذا في "الأصل" ولعل فيه سقطًا. قال القرطبي في "تفسيره" (٢٠/ ٦٥): ورُوي عن عكرمة، قال: النجدان: الثديان. وهو قول سعيد بن المسيب والضحاك، وروي عن ابن عباس وعلي ﵄ اهـ. وقال السيوطي في "الدر المنثور" (٦/ ٣٩٤): وأخرج الفريابي وعبد بن حميد عن علي ﵁ أنه قيل له: إن ناسًا يقولون: إن النجدين الثديين -كذا- قال: الخير والشر. (٣) بياض في "الأصل" والمثبت من "م". (٤) بياض في "الأصل". والمثبت يقتضيه السياق، والله أعلم. (٥) سورة الصافات، الآية: ٩٦. (٦) ورجح هذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية في "منهاج السنة النبوية" (٣/ ٢٥٩ - ٢٦٠) أيضًا، والعلَّامة ابن القيم في "بدائع الفوائد" (١/ ١٥٠ - ١٥٨). ورجح القول الآخر غيرهما؛ فقال الحافظ ابن كثير في تفسيره (٤/ ١٣): ﴿وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ﴾ يحتمل أن تكون "ما" مصدرية، فيكون تقدير الكلام: خلقكم وعملكم، ويحتمل أن تكون بمعنى "الذي" تقديره: والذي تعملونه، وكلا القولين متلازم، والأول =

1 / 212