411

مجموع منصوری

المجموع المنصوري الجزء الثاني (القسم الأول)

اصناف

شیعہ فقہ

وهذه الفرقة الضالة كما ترى صدت فرق الإسلام عن العترة الطاهرة سلام الله عليهم بما أظهروه من الاعتقادات الفاسدة مع انتسابهم إلى آل محمد وهم لهم في الحقيقة أعداء في الدنيا والآخرة؛ لأنهم عليهم السلام النمرقة الوسطى، إليهم يرجع الغالي، وبهم يلحق التالي، وهم مفاتيح الجنة، وسبل النجاة، وأدلة الرشد، ودعاة الحق، وبحار العلم، وجبال الحلم، وما ظنك في أهل بيت عمره التنزيل، وخدمه جبريل، وزارته ملائكة الملك الجليل، دنت فيهم الحكمة ودرجت، ودخلت وخرجت، فكل خبر فيهم أصله وأهله، وكل رشاد وحكم فهم منشؤه وإليهم مرده، وما عسى أن نمدح من مدحه القرآن : ?إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا?[الأحزاب:33]، وقد تقدم معنى هذه الآية في الصحاح، ومن المراد بها، قرنهم الحكيم سبحانه بالكتاب الكريم، على لسان نبيه الصادق العليم، كما بينا لك في حد الثقلين من الصحاح فما ظنك بمن هو عدل للقرآن، وردت بالتمسك به وصاة الرحمن، فإن قيل فيهم عصاة لا يجوز موالاتهم، ومخالفون لأهل البصائر منهم لا يتسع اتباعهم.

قلنا: وفي القرآن منسوخ سقط حكمه ولا تحرر لأهل الإيمان العمل به، ومتشابه يتبعه أهل الزيغ والضلال يجب رده إلى أمه واطراح حكمه، فإن قلت: لا يجب اتباع القرآن لذلك، فهل في أهل البيت عليهم السلام كذلك؟ قال الله تعالى: ?ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون?[الحديد:26]، فلم يسقط فسق الفاسقين وجوب اتباع الصادقين ولا إخراجهم من وراثة الكتاب، فعل أهل الزيغ والارتياب.

صفحہ 459