404

مجموع منصوری

المجموع المنصوري الجزء الثاني (القسم الأول)

اصناف

شیعہ فقہ

ومن قولهم أنهم ينفون عن الله سبحانه إرادة حوادث العالم وربما أضافوها إليه لأنه خلق أصولها، وربما قالوا خلقها، ثم يقولون بالفطرة فإذا سألتهم قالوا: لم نقصدها ولم نردها، وربما قالوا بالإحالة وهم ينفون الأمطار والثمار والنبات والحيوانات والموت والحياة عن الله سبحانه، إلا أن منهم من يقول: هي فعله بما ذكرنا من فطرة، أو إحالة، وهم يثبتون البعث والنشور، وينكرون الصحف والميزان، والصراط، والشفاعة، والحوض، ويستبعدون ما يحكى، ويردون الآثار النبوية زادها الله جلالة وحدة من عظم ثواب الله سبحانه لأوليائه، وبما هجنوا بذلك، وسمعنا ذلك من بعضهم أنه قال: وما يريد المؤمن بألف حوراء؟ وهم يردون ظواهر كتاب الله سبحانه وينزهونه عن فعل جميع ما قدمنا، وعندنا أن ذلك ردة وكفر من قائله وأنهم إن حاربوا إمام الحق ولهم شوكة جاز قتل مقاتلهم، وسبي ذراريهم؛ وذلك لأن الأئمة وعلماء الأمة أجمعت على أن من رد ظاهرا من ظواهر كتاب الله سبحانه، أو خبرا من معلومات دين نبيه صلى الله عليه وآله وسلم كفر بلا خلاف ولم يعصمه مجرد الشهادتين، لأن أكثر أهل الردة ما عطلوا شيئا من الدين، إلا أنهم منعوا الزكاة من القائم بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وقد علم من دين النبي صلى الله عليه وآله وسلم ضرورة وجوب تسليمها إلى ولاة صاحب الأمر في الإسلام، وقال أبو بكر على منبر رسول الله : لو منعوا عقالا مما أعطوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لحاربتهم عليه بمشهد الصحابة فلم ينكر عليه أحد، فكان إجماعا وإجماعهم حجة على ما ذلك مقرر في مواضعه من أصول الفقه، فإذا قد تقرر لك ذلك والله سبحانه يقول في سورة البقرة: ?ياأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون، الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون?[البقرة:21، 22]، وربما أنكروا نزول القرآن وقالوا: في قلب الملك الأعلى لا يفارقه، وقد صرح سبحانه بنزوله في آي كثيرة منها في الآية بعد هذه الآية، وهي قوله تعالى: ?وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين?[البقرة:23]، ?وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياي فاتقون?[البقرة:41]، فقد رأيت امتنان الحكيم سبحانه على خلقه بما منحهم من الأرزاق، وهيأ لهم من الأرزاق، وأخرج من الثمرات، وأنزل من الأمطار، ونهى عن جعل الأنداد؛ لأن من أنكر ذلك فقد جعل لله سبحانه أندادا؛ ومن جعل لله أندادا فهو كافر بالإجماع، وصرح بنزول القرآن كما رأيت، وتحدى الجاحدين لكونه من عنده بالإتيان بسورة من مثله، وقال تعالى في هذه السورة: ?ولقد أنزلنا إليك آيات بينات وما يكفر بها إلا الفاسقون?[البقرة:99]، فجمع الكفر والفسق في مقابلة إنكارها.

صفحہ 449