مجموع کتب و رسائل الامام الحسین بن القاسم العیانی
مجموع كتب ورسائل الإمام الحسين بن القاسم العياني
اصناف
ودليل آخر
أنه لو كان يحدث بلا محدث لم يكن بالوجود أولى منه بالعدم، ولم يكن بالحدوث أولى منه بالقدم (1).
ودليل آخر
أنه لو كان كما زعمت لم يعدم من أن (2) يكون حدث لعلة فهذا محال، لأن العلل ليست بحكيمة مدبرة، ولا بحية مقدرة، كما قد ذكرنا في أول الكتاب، وكذلك أيضا فقد ذكرنا ذلك في كتاب التناهي والتحديد، في بيان صنع الله في العلل وغيرها، فلما استحال هذان الوجهان صح الوجه الثالث وهو صنع الله سبحانه، وعز عن كل شأن شأنه، وذلك أنا نظرنا إلى النجوم والشمس والقمر فإذا هي مسخرات، مدبرات مقدرات، فعلمنا أنه لا بد لكل مسخر كان معدوم التسخير من مسخر، ولا بد لكل تقدير كان بعد عدمه من مقدر، ولكل مدبر كان بعد عدمه من مدبر، وذلك أنا وجدنا لحركتها غاية تدل على أوليتها، ووجدنا فيها تصويرا وإحكاما يدل على محكمها ومصورها، ووجدنا لها أقدارا تدل على مقدرها، ووجدناها متفاضلة فدل تفاضلها واختلافها على المفضل بينها، ووجدنا فيها دلائلا على منافع العباد، وقدوة للخلق في جميع البلاد، وهداية في ظلمات البر والبحر، ومصالح لهم في الليل والنهار، فدل ذلك على أنها نعمة، والنعمة لا تكون إلا من الواحد القهار، لما جعل(3) فيها من الزينة والأنوار، وأقام بمنفعة ذلك من المعايش والإبصار.
ودليل آخر
أن مكان هذه النجوم والشمس والقمر ضد لها منافر، مفارق مباين (4) غير موافق ولا مؤالف، فلما نظرنا التأليف بين الضدين، دلنا ذلك على حدثهما جميعا، وعلى أن لهما صانعا ألف بينهما (5) بلطفه وقدرته، وتدبيره وإظهاره لحكمته (6).
فإن قال: وما أنكرت من أن تكون ثبتت بطباع لها من غير عمد يعمدها؟
صفحہ 176