مجموع کتب و رسائل الامام الحسین بن القاسم العیانی

مہدی حسین بن قاسم d. 404 AH
173

مجموع کتب و رسائل الامام الحسین بن القاسم العیانی

مجموع كتب ورسائل الإمام الحسين بن القاسم العياني

اصناف

شیعہ فقہ

فأما شجاعة البهائم، فإلهام وتركيب من رب العالمين.

وأما شجاعة المكلفين، وإقدامهم على ما يكرهون، فهي صبر منهم لدفع ما يخافون، واجتلاب منافع ما يريدون، ولا يتم ذلك لهم إلا بما ركب الله من الاستطاعة فيهم، ولأولياء الله من الصبر والاجتهاد، ما ليس لجهلة العباد، وذلك ليقينهم بالمعاد، وزهدهم في الإقامة والإخلاد.

وأما جبن البهائم وذلها، فهو محنة من الله لها، ونعمة منه لغيرها، ليثيبها على ذلك عند حشرها، وبعثها يوم القيامة ونشرها.

وأما جبن الآدميين، فلا يخلو من أحد وجهين:

إما أن يكون لعلة مرض أذلهم، ومنعهم من الجهاد وأملهم، وأضعفهم عن ذلك وأكلهم.

وإما أن يكون ذلك زهدا منهم في الجهاد، وميلا إلى الراحة والرقاد، فإن كان ذلك لعلة مانعة، ومحنة عن الجهاد قاطعة، فلا يكلف الله سبحانه خلقه ما لا يستطيعون، ولا يسألهم ما لا يجدون، لأنه عز وجل أرأف وأرحم بهم من أمهاتهم وآبائهم، وإن كان ذلك منهم ميلا إلى الفساد، وكراهية منهم لحر الجلاد، وصيانة بالأهل والأولاد، فسيفارقون صاغرين، ويرتحلون عنه مأزورين.

وسألت عن قول الله سبحانه: ? ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ? [الزخرف:32]؟

والجواب في ذلك: أن الله سبحانه سخر بعضهم لبعض تسخيرا، وجعل في ذلك حكمة وتدبيرا، ولو لا تسخيره لما عاش ضعيفهم مع قويهم، ولما انتفع فقيرهم بغنيهم.

وسألت عن الرياح تهب على إنسان فتسقطه في بئر، أو تهدم عليه جدارا فيموت، أذلك من الله، أم هو من الرياح؟

والجواب في ذلك: أنه لا يخلو، إما أن يكون تعرض لذلك، وأهلك نفسه. وإما أن يكون ذلك بغير كسبه، فإن تعرض للهلكة وألقى بنفسه إليها، فقد أثم في نفسه واعتدى عليها، وإن كان لم يتعرض لشيء من ذلك حتى هجم عليه، وورد بغير اكتسابه إليه، فذلك من الله سبحانه صنع وتدبير، وتهلكة منه لعبده وتدمير، فأما الجدار والرياح فلا ينسب الفعل إليهما، ولا يقال به في سبب من الأسباب عليهما.

صفحہ 257