مجموع کتب و رسائل الامام الحسین بن القاسم العیانی
مجموع كتب ورسائل الإمام الحسين بن القاسم العياني
اصناف
وأما قولنا: إن الله شيء، فإنما نريد بذلك: إثبات الموجود، ونفي العدم المفقود، إذ ليس إلا موجود أو معدوم (1)، فالموجود شيء والمعدوم لا شيء، فلما وجدنا الصنع علمنا أن الصانع شيء، ويستحيل أن يصنع العدم شيئا، ويستحيل أن يصنع الجسم جسما، لما قد وصفنا.
مسألة
فإن سأل فقال: هل يقدر الله أن يخلق خلقا لا نهاية له؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: مسألتك تحتمل وجهين:
إما أن تكون أردت جسما لا حدود له ولا جهات.
وإما أن تكون أردت أعراض الزمان والساعات، وما وعد الله بدوامه أهل الآخرة من اتصال الأوقات.
فإن (2) كنت أردت جسما لا حدود له فهذا محال، وتناقض من القول والسؤال، لأنك سألت عن الجسم المحدود، ثم نقضت بنفيك للحدود (3).
وإن كنت أردت بسؤالك، وبما ذكرت من مقالك، أعراض الآخرة ودوام ساعاتها، واتصال حدوث أزمنتها وأوقاتها، فكذلك نقول إنه لا انقطاع لدوامها.
مسألة
وإن سأل فقال: هل يقدر الله أن يعلم؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: كلامك هذا باطل لا يجوز على الله سبحانه، وعز عن كل شأن شأنه.
وذلك أنك (4) قلت: هل يقدر الله أن يعلم، فجعلت العلم من المفعولات المحدثات، وأخرجته من الصفات الأزليات، والمقدور عليه لا يكون إلا من المحدثات، وذلك كعلم الإنسان المستفاد بالأفهام (5) المدركات، والله يتعالى عن الجهل والنقصان، ويتقدس عن شبه الإنسان، وغيره من الحيوان(6)، وغيره من صنع الواحد الرحمن.
مسألة
فإن سأل فقال: هل يريد الله أن يقدر؟
صفحہ 226