مجمع الأمثال
مجمع الأمثال
تحقیق کنندہ
محمد محيى الدين عبد الحميد
ناشر
دار المعرفة - بيروت
پبلشر کا مقام
لبنان
الباب الثاني فيما أوله باء٤٢٨- بِيَدَيْنِ مَا أَوَرَدَهَا زَائِدَةُ
"بيدين" أي بالقوة والْجَلاَدة، يقال: مالي به يَدٌ، ومالي به يَدَانِ، أي قوة، و"ما" صلة، وزائدة: اسم رجل، يريد بالقوة والْجَلاَدة أورد إبلَه الماءَ، لا بالعجز، ويجوز أن يريد بقوله "بيدين" أنه أَضْبَطُ يعمل بكِلْتَا يديه.
يضرب في الحثّ على استعمال الجد.
٤٢٩- بِهِ لا بِظَبْيٍ أَعْفَرَ
الأعْفَر: الأبيض، أي لَتَنْزِلْ به الحادثة لا بظبي. يضرب عند الشماتة.
قال الفرزدق حين نُعي إليه زياد بن أبيه، فقال:
أقول لَهُ لمَّا أتانِي نَعِيُّهُ ... به لا بِظَبْيٍ بالصَّرِيمَةِ أَعْفَرَا
ومثله:
٤٣٠- بِهِ لا بِكَلْبٍ نابحٍ بالسَّبَاسِبِ٤٣١- بِبَقَّةَ صُرِمَ الأمْرُ
بَقَّةُ: موضع بالشام، وهذا القول قاله قصير بن سَعْد اللَّخْمِي لجَذِيمة الأبْرَشِ حين وقع في يد الزبَّاء، والمعنى قُطِع هذا الأمر هناك، يعني لما أشار عليه أن لا يتزوَّجها فلم يقبل جَذِيمة قوله، وقد أوردتُ قصةَ الزباء وجَذِيمة في باب الخاء عند قوله "خطب يسير في خطب يسير".
٤٣٢- بَقِّ نَعْلَيْكَ وَابْذُلْ قَدَمَيْكَ
يضرب عند الحِفْظ للمال وبَذْل النفس في صَوْنه.
٤٣٣- بَدَلٌ أَعْوَرٌ
قيل: إن يزيد بن المُهَلَّب لما صُرِفَ عن خُرَاسان بقُتَيْبة بن مُسْلم الباهلي - وكان شَحِيحًا أعور - قال الناس: هذا بَدَل أَعْوَر فصار مثلًا لكل من لا يُرْتَضَى بدلًا من الذاهب، وقد قال فيه بعض الشعراء:
كانَتْ خراسانُ أرضًا إِذْ يَزِيدُ بها ... وكلُّ باب من الخيرات مَفْتُوحُ
حتى أتانا أبو حَفصٍ بأسْرَتِهِ ... كأنما وَجْهُه بالْخَلِّ مَنْضُوحُ
٤٣٤- بَرِّقْ لِمَنْ لا يَعْرِفُكَ
أي هَدِّد مَنْ لا علم له بك، فإن من ⦗٩١⦘ عرفك لا يعبأ بك، والتبريق: تحديدُ النظر ويروى "برّقي" بالتأنيث، يقال: بَرَّقَ عينيه تَبْرِيقًا، إذا أوسعهما، كأنه قال بَرّق عينيك، فحذف المفعول، ويجوز أن يكون من قولهم: رَعَد الرجل وَبَرَق إذا أوعد وتهدَّد، وشدد إرادة التكثير، أي كثر وعيدَك لمن لا يعرفك.
1 / 90