============================================================
بدأ المؤلف - رحمه الله - كتابه بترجمة للسلطان نور الدين، وذكر شيء من أخباره وفباعته وزهده وعدل -ثم بذكر أخبار دولته، مرتبة على حوادث السنين ثم بذكر ترجمة للسلطان صلاح الدين - رضي الله عنه - ودولته، مرتبا ذلك على السنوات أيضا .
الغاية من تأليفه : قال المؤلف - رحمه الله-: (ومر بي فيه (1) من الملوك المتأخرين : ترجمة الملك العادل نور الدين؛ فأطربني ما رأيث من آثاره، وسمعت من أخباره، مع تأخر زمانه، وتغير خلأنه.
ئم وقفت بعد ذلك في غير هاذا الكتاب على سيرة سيد الملوك بعده، الملك الناصر صلاح الدين ، فوجدتهما في المتاخرين كالعمرين - رضي الله عنهما - في المتقدمين؛ فإن كل ثان من الفريقين حذا حذو من تقدمه في العذل والجهاد ، واجتهد في إعزاز دين الله أي اجتهاد، وهما ملكا بلدتنا، وسلطانا غطتنا، خصنا الله تعالى بهما، فوجب علينا القيام بذكر فضلها، فعزمث على افراد ذكر دولتيهما بتصيف، يتضمن التقريظ لهما والتعريف ؛ فلعله يقف عليه من الملوك من يسلك في ولايته ذلك السلوك ، فلا أبعد أنهما حجة من الله على الملوك المتأخرين، وذكرى منه سبحانه ؛ فإن الذكرى تنفع المؤمنين؛ فإنهم قد يستبعدون من أنفسهم طريقة الخلفاء الراشدين، ومن حذا حذوهم من الأئمة السابقين، ويقولون : نحن في الزمن الأخير، وما لأولتك من نظير ، فكان فيما قدر الله سبحانه من سيرة هذين الملكين إلزام العجة عليهم بمن هو في عصرهم، من بعض ملوك دهرهم، فلن يعجز عن التشبه بهما أحد ، إن وفق الله تعالى الكريم وسدد) .
(1) الضير حائد في كلمة (فيه) إلن كاب " تاريخ دمشق" لابن صاكر.
صفحہ 58