فكلما أثرنا أن نعلم مسير الشمس في كل زمان من الأرمنة التي نطلب معرفتها، نظرنا (¬211) الزمان المجتمع من وقت تحصيل الشمس إلي الزمان الذي طلب بحسب الساعة بإسكندرية (¬212) فأدخلناه في جداول الحركة المستوية، فما كان بإزاء مثل ذلك العدد أضفناه إلي أجزاء الحاصل التي هي مائتان وخمسة وستون جزءا وخمس عشرة دقيقة وألقينا من المجتمع الأدوار التامة وما يبقي ألقينا منه لكل برج حقه. وابتدأنا في ذلك من خمسة أجزاء وثلاثين دقيقة من التوأم ومررنا علي توالي البروج، فحيث وقع العدد فهناك يوجد مسير الشمس الأوسط. /H258/ ثم تأخذ هذا العدد بعينه، أعني الذي من نقطة البعد الأبعد إلي مسير الشمس الأوسط، فتدخله في جدول الاختلاف وتنظر ما بإزاء ذلك العدد من الأجزاء في القسم الثالث من الجدول. فإن كان العدد قد وقع في القسم الأول من الجدول، أعني إن كان مبلغه مائة وثمانين جزءا وما دون، نقصنا ما بإزائه من الحاصل الذي توجبه الحركة الوسطي؛ وإن كان قد وقع في القسم الثاني من الجدول، أعني إن كان قد جاوز المائة والثمانين، زدنا ما بإزائه علي المسير الوسط. فوقفنا بهذا A الطريق علي موضع الشمس بالحقيقة والرؤية.
<III.10> @NUM@ ي : في اختلاف الأيام بلياليها
فهذه الأشياء تكاد تكون قد آتت علي جميع ما ينظر فيه من الممر للشمس (¬213) وحدها. وقد يتصل بها أن نضيف إلي ذلك بإيجاز ما يحتاج إلي أن يتقدم فيعلم من أمر اختلاف الأيام بلياليها لأن جميع ما وضعناه من الحركات الوسطي في كل واحد مما وضعناه بالجملة فإنما ينبغي أن يوجد التفاضل فيه بزيادات متساوية علي أن أزمان الأيام كلها بلياليها متساوية. وينبغي أن نعلم أن ذلك ليس كذلك. فنقول أن دوران الكل إذ كان يجري علي الاستواء وعلي قطبي معدل النهار (¬214) كانت هذه العودة أبين ما عرفت به أن ينظر فيها بالقياس إلي الأفق أو إلي دائرة نصف النهار. فمن البين أن الدورة الواحدة للعالم هي عودة نقطة بعينها من دائرة معدل النهار إذا ابتدأت /H259/ من جزء ما من الأفق أو من دائرة {نصف} النهار إلي ذلك الجزء بعينه. وإن اليوم الواحد بليلته علي الإطلاق (¬215) هو عودة الشمس أيضا إذا ابتدأت من جزء ما من /T170/ الأفق أو من دائرة نصف النهار. (¬216) فيكون من قبل ذلك اليوم المتسوي بليلته المسير الذي يشتمل علي أزمان دورة واحدة لمعدل النهار وهي ثلاث مائة وستون زمانا ومع ذلك علي تسع وخمسين دقيقة بالتقريب من زمان واحد (¬217) وهي مبلغ ما تزيده الشمس بحركتها الوسطي؛ ويكون اليوم بليلته المختلف (¬218) المسير الذي يشتمل علي أزمان دورة واحدة لمعدل النهار وهي ثلاث مائة وستون زمانا ومع ذلك علي الأزمان التي تطلع أو تتوسط السماء مع حركة الشمس المختلفة فهذا القسم من معدل النهار الذي يلحق (¬219) زائدا علي الثلاث مائة والستين الزمان يجب ضرورة أن يكون مختلفا من قبل ما يري من اختلاف الشمس.
ومن قبل أن القطع المتساوية من فلك البروج ليست تجوز في أزمنة سواء، لا الأفق ولا دائرة نصف النهار، وكل واحد من هذين الأمرين فإن الفضل الذي يقع من قبله بين العودة المستوية وبين العودة المختلفة لا يقع محسوسا في اليوم الواحد لكنه إذا اجتمع في أيام كثيرة بان للحس بيانا واضحا.
فأما أكثر الفضل من قبل اختلاف الشمس /H260/ فيكون في البعدين (¬220) اللذين من إحدي حركتي الشمس الوسطي إلي الآخر. فإن الأيام بلياليها التي يجتمع لما (¬221) بين ذلك (¬222) تخالف الأيام المستوية بأربعة أزمان ونصف وربع زمان بالتقريب وتخالف بعضها بعضا بضعف ذلك وهو تسعة أزمان ونصف زمان من قبل أن مسير الشمس أيضا الذي يري يخالف مسيرها المستوي أما في نصف الدائرة الذي يلي البعد الأبعد فتنقصان أربعة أجزاء ونصف وربع، وأما في نصف الدائرة الذي يلي البعد الأقرب فبزيادة مثل هذه الأجزاء.
صفحہ 51