مجانی الادب
مجاني الأدب في حدائق العرب
ناشر
مطبعة الآباء اليسوعيين
پبلشر کا مقام
بيروت
اصناف
بالقتال من الغد فانهزموا إلى الأقداس وملك الروم المسجد وصحنه. واتصلت الحرب أيامًا وهدمت الأسوار كلها. وثلم سور الهيكل وأحاط العساكر بالمدينة حتى مات أكثرهم وفر كثير. ثم اقتحم عليهم الحصن فملكه ونصب الأصنام في الهيكل ومنع من تخريبه. ونكر رؤساء الروم ذلك ودسوا من أضرم النار في أبوابه وسقفه. وألقى الكهنة أنفسهم جزعًا على دينهم وحرقوا. واختفى شمعون ويوحنان في جبل صهيون. وبعث إليهم طيطش بالأمان فامتنعوا وطرقوا القدس في بعض الليالي فقتلوا قائدًا من قواد العسكر ورجعوا إلى مكان اختفائهم. ثم هرب عنهم أتباعهم وجاء
يوحنان ملقيًا بيده إلى طيطش فقيده. وخرج إليه يوشع الكاهن بآلات من الذهب الخالص من آلات المسجد فيها منارتان ومائدتان. ثم قبض على فنحاس خازن الهيكل فأطلعه على خزائن كثيرة مملوءة دنانير ودراهم وطيبًا فامتلأت يده منها. ورحل عن بيت المقدس بالغنائم والأموال والأسرى. وأحصي الموتى في هذه الوقعة فكان عددهم ألف ألف ومائة ألف والسبي والأسارى مائة ألف. وكان طيطش في كل منزلة يلقي منهم إلى السباع إلى أن فرغوا. وكان في من هلك شمعون أحد الخوارج الثلاثة. . . . وانقضت دولة اليهود أجمع. والبقاء لله ﷾ لا انقضاء لملكه (لابن خلدون باختصار)
1 / 297