مجانی الادب
مجاني الأدب في حدائق العرب
ناشر
مطبعة الآباء اليسوعيين
پبلشر کا مقام
بيروت
اصناف
وارتفاعها والقمر وحسن طلعته. فقال الرشيد: يا جعفر ما تهم نفسي إلى شيء من ذلك. فقال: يا أمير المؤمنين افتح شباك القصر الذي يطلع على البستان وتفرج على حسن تلك الأشجار. واسمع صوت تغريد الأطيار. وانظر إلى هدير الأنهار. وشم روائح تلك الأزهار. فقال: يا جعفر ما تهم نفسي إلى شيء من ذلك. فقال يا أمير المؤمنين: افتح الشباك الذي يطلع على دجلة حتى نتفرج على تلك المراكب والملاحين. فهذا يصفق وهذا ينشد موالي. فقال الرشيد: ما تهم نفسي إلى شيء من ذلك. قال جعفر: قم يا أمير المؤمنين حتى ننزل إلى الإصطبل الخاص وننظر الخيل العربيات. ونتفرج على حسن ألوانها ما بين أدهم كالليل إذا أظلم وأشقر وأشهب وكميت وأحمر وأبيض وأخضر وأبلق وأصفر وألوان تحير العقول. فقال الرشيد: ما تهم نفسي إلى شيء من ذلك. فقال جعفر: يا أمير المؤمنين ما بقي إلا ضرب عنق مملوكك جعفر فإني والله قد عجزت عن إزالة هم مولانا. فضحك الرشيد وطابت نفسه وزال عنه كربه (للاتليدي)
الشيخ المحتال والمرأة
٢٦٦ حكي أن بعض المجاورين كان لا يعرف الخط ولا القراءة وإنما كان يحتال على الناس بحيل يأكل منها الخبز. فخطر بباله يومًا من الأيام أن يفتح له مكتبًا. ويقرئ فيه الصبيان فجمع ألواحًا
1 / 109