Majalis Ramadan - Ahmed Fareed

احمد فرید d. 1450 AH
76

Majalis Ramadan - Ahmed Fareed

مجالس رمضان - أحمد فريد

اصناف

أن الآية نزلت فيمن يناقش الحساب يوم القيامة وقيل أيضًا: نزلت هذه الآية الكريمة: ﴿وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ﴾ [الزمر:٤٧] في أناس شاء الله ﷿ أن يناقشوا الحساب. وقد قال النبي ﷺ: (من نوقش الحساب عذب). وفي رواية: (من نوقش الحساب هلك فقالت عائشة ﵂: ألم يقل الله ﷿: ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا﴾ [الانشقاق:٧ - ٨]؟ قال: إنما ذلك العرض)؛ أي: أن الحساب اليسير هو أن يعرض العبد على ربه ﷿، ولكن لو نوقش العبد في أعماله وفي أقواله وفي أحواله فلا بد أن يهلك فلو حاسبنا الله ﷿ على نعمه علينا لم تف جميع أعمالنا الصالحة بأدنى شكر لنعم الله ﷿ علينا، فحق الله ﷿ أعظم من أن يقوم به العباد، ونعمه أكثر من أن يحصيها العباد، ولكن أصبحوا تائبين، وأمسوا تائبين. فمن نوقش الحساب عذب؛ لأن الله ﷿ إذا أراد نجاة عبد فإنه لا يسأله عن شكر نعمه عليه، ويتجاوز عن سيئاته ويدخله بحسناته الجنة وإن كانت قليلة، وإذا شاء الله ﷿ أن يهلك العبد ناقشه الله ﷿ وطالبه بشكر نعمه، فلا تفي جميع أعماله الصالحة في أدنى شكر لنعم الله ﷿ عليه، فتبقى بقية النعم بلا وفاء بالإضافة إلى الذنوب وإلى المغارم، فيهلك العبد بسبب ذلك، كما قال النبي ﷺ: (لو أن الله ﷿ عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم لكانت رحمته خير لهم من أعمالهم). فقيل في تفسير هذا الحديث الذي رواه أبو داود بسند حسن: لو أن الله ﷿ عذب أهل سماواته وأهل أرضه لكان متصرفًا بذلك في ملكه والمتصرف في ملكه غير ظالم. وقيل: لو عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم ببعض حقه عليهم؛ ولأنهم لم يقوموا بشكر نعم الله ﷿ عليهم، فلو أن الله ﷿ عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم لكانت رحمته خيرًا لهم من أعمالهم. فقيل: نزلت هذه الآية الكريمة: ﴿وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ﴾ [الزمر:٤٧]، في أناس شاء الله ﷿ أن يناقشوا الحساب، ومن نوقش الحساب عذب أو هلك.

16 / 9