============================================================
المطلب الثاني) التجسيم عند أهل الحديث والغلاة من الشيعة بل قدوصل الأمر بهؤلاء إلى اعتقاد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يشترك مع الله تعالى في الربوبية لحظة وجوده على العرش معه!!
وفي ذلك، قال ابن أبي يعلى: قال التجاد(1): وحدثنا معاذ بن المثنى، حدثنا خلاد بن أسلم، قال: حدثنا محمد بن فضل، عن ليث(1)، عن مجاهد كلهم قال في قول الله : {عسى أن يبعثك رتك مقاما تحمودا [الإسراء /279، قال: " يجلسه معه على العرش"(2).
قال التجاد: وسألت أبا يحيى الناقد ويعقوب المطوعي وعبد الله بن أحمد بن حتبل وجماعة من شيوخنا، فحدثوني بحديث محمد بن فضيل، عن ليث، عن مجاهد(4).
(1) هو أحمد بن سلمان بن الحسن بن إسرائيل بن يونس، أبو بكر النجاد الفقيه الحبلي المشهور، قال الدارقطني: حدث من كتاب غيره بما لم يكن في أصوله. وقال الخطيب: كان قد عمي في الآخر، فلعل بعض الطلبة قرأ عليه ذلك. انظر: الذهبي، ميزان الاعتدال في نقض الرجال (100/1).
(2) هو ليث بن أبي سليم الليثي، قال الإمام أحمد بن حنبل: مضطرب الحديث ولكن حدث عنه الناس وقال ابن معين والنسائي: ضعيف. وقال ابن حبان: اختلط في آخر عمره.
انظر: الذهبي، المغني في الضعفاء (2/ 536).
(3) أورده الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في "السلسلة الضعيفة والموضوعة" (255/2) (رقم/865)، وقال عنه: "باطل (..)، ومن العجائب التي يقف العقل تجاهها حائرا أن يفتي بعض العلماء من المتقدمين بأثر مجاهد هذا كما ذكره الذهبي (ص 100- 101 و117 118) عن غير واحد منهم، بل غلا بعض المحدثين فقال: "لو أن حالفا حلف بالطلاق ثلاثا، أن الله يقعد محمد على العرش واستفتاني، لقلث له: صدقت وبررت"! قال الذهبي: ل"فأبصر- حفظك الله من الهوى كيف آل الغلو بهذا المحدث إلى وجوب الأخذ بأثر منكر...8.
وقال في خاتمة تحقيقه لهذا الحديث الموضوع (256/2): "فاعلم، أن إقعاده على العرش ليس فيه إلا هذا الحديث الباطل، وأما قعوده تعالى على العرش فليس فيه حديث يصح، ولا تلازم بينه وبين الاستواء عليه كما لا يخفى" انتهى كلام الشيخ محمد ناصر الدين الألباني :.، وممن ردهذا الأثر المكذوب الإمام الواحدي، حيث قال: "وهذا قول رذل موحش فظيع، ونص الكتاب يفسد هذا التفسير من وجوه.." وذكر خمسة منها. نقله عنه الإمام الرازي في تفسيره (388/21) والإمام أبو حيان الأندلسي في "البحر المحيط في التفسير" (101/7).
(4) لم يصح هذا الأثر المكذوب عن مجاهد رحمه الله تعالى بدليل أته فسر المقام المحمود - كما ثيت في "الصحاح" - بالشفاعة العامة الخاصة بنبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
انظر: "تفسير مجاهد" (ص /441) تحقيق الدكتور محمد عبد السلام أبو النيل
صفحہ 93