============================================================
المبحث الأول/ العقيدة الإسلامية بين التنزيه والتجسيم الحديث)، وبعض فرق الشيعة الذين وقعوا في التجسيم والتشبيه، فخالفوا بذلك إجماع علماء الشيعة المعتمد على الآيات المحكمة، وعلى أقوال النبي والأئمة الاثني عشر من ولده في تنزيه الله عن الجسمية ولوازمها، كما ستأتي مقالاتهم في التنريه بشكل عام (ص/40 - 46)، وفي الرد على من انتسب إليهم وقال بالتجسيم بشكل خاص (ص/ 71 - 72). وأبدأ هنا بذكر العقيدة الإسلامية المتفق عليها بين فرق التنزيه كافة مع ذكر أقوال أهم الشخصيات المعتبرة لدى هذه المدارس والفرق، مدعما إياها ببعض النصوص المحكمة من القرآن والسنة الصحيحة والتي تفيد تنريه الله عن صفات الجسم ولوازمه، ثم أثني بذكر الأدلة العقلية الدالة على ذلك.
أولا: عقيدة التنزيه هي عقيدة جمهور الفرق الإشلامية: 9 أجمعت الأمة الإسلامية بطوائفها المذكورة آنفا على أن الله تعالى: للواحد قديم لا أول له، أزلي لا بداية له، مشتمر الوجود لا آخر له، أبدي لا نهاية له، قيوم لا انقطاع له، دائم لا انصرام له، لم يزل ولا يزال موصوفا بنعوت الجلال، لا يقضى عليه بالانقضاء والانفصال بتصرم الآباد وانقراض الآجال، بل هوالأول والاخر والظه والباطن وهو يكل شىء عليم [الحديد/3].
وأنه ليس بجشم مصور، ولا جوهر مخدود مقدر، وأنه لا يمائل الأجسام لا في 2 التقدير ولا في قبول الانقسام، وأنه ليس بجؤهر ولا تحله الجواهر، ولا بعرض ولا تحله الأعراض، بل لا يمائل مؤجودا ولا يمائله موجود ليس كمثله شيء ولا هو مثل شيء.
وأنه لا يحده المقدار ولا تخويه الأقطار، ولا تحيط به الجهات، ولا تكتنفه الأرضون ولا السموات.
وو وأنه مشتو على العرش على الوجه الذي قاله وبالمعنى الذي أراده، استواء منزها عن المماسة والاستقرار والتمكن والحلول والانتقال، لا يحمله العرش بل العرش وحملته معمولون بلطف قدرته ومقهورون في قبضته.
صفحہ 30