============================================================
السحى الا فى الاول
العقيدة الإسلامية بين التنزيه والتجسي يعد وصف الله تعالى بشيء من الأوصاف الجشمانية المادية أمرا ينفر منه كل مسلم قرأ القرآن العظيم وكان له أدنى مسكة من عقل: والكلام في موضوع تجسيم الله تعالى نفيا أو إثباتا، نشأ عن الكلام في ما تشابه من التصوص الشرعية القطعية (القرآن) وفي ما ورد من أحاديث الآحاد الظنية.
فلما خاضت بعض الفرق في فتشابه التصوص القطعية، واعتمدوا على أحاديث الآحاد المشكوك في ثبوتها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خوضا أثبتوا لله تعالى الجسم(1) ولوازمه(2)، قام العقلاء من علماء الإسلام بدفع هذه البدعة الطارئة على الدين الحنيف، وسلكوا في هذه التصوص القطعية مسلكا - وهو التأويل - أرادوا به تنزيه الله تعالى عن صفات الجسم ولوازمه، ولم يأخذوا بالتصوص الظنية في العقيدة التي فيها اثبات الجسم والجارحة للخالق تعالى، وقالوا: إن الظني الذي يفيد التجسيم والنقصان (1) الجسم: ما له طول وعرض وغمق، ولا تخرج أجزاء الجسم عن كونها أجساما وإن قطع ما قطع وجزي ما قد جزي، قاله الراغب الأصبهاني في "المفردات في غريب القرآن" (ص/196) .
(2) لوازم الجسم: الجهة، والحيز، والمكان، والحركة والسكون، والكبر والصغر، وما شابه.
صفحہ 27