============================================================
مقدمة المحقق/ ترجمة الإمام الحافظ ابن الجوزي الحنبلي لأن ابنته عائشة تحت رسول الله صلى الله عليه [وآله](1) وسلم، وقالت الشيعة: هو علي لأن فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم. وهذا من لطائف الأجوبة، ولو حصل بعد الفكر التام وإمعان النظر كان في غاية الحسن فضلا عن البديهة. وله محاسن كثيرة يطول شرحها"(2).
الابتلاء سنة الله في خلقه وخاصة العلماء والصالحين، وذلك لئعلي درجتهم في الجنة، ويمحص أفئدتهم، ومنهم الإمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى، فقد قال الحافظ الذهبي عنه: "نالته محنة في أواخر عمره، وذلك أنهم وشؤا إلى الخليفة الناصر به بأمر اخثلف في حقيقته وذلك في الصيف؛ فبينا هو جالسش في داره في السرداب يكتب، جاءه من أسمعه غليظ الكلام وشتمه، وختم على كتبه وداره، وشتت عياله. فلما كان في أول الليل حملوه في سفينة، وأحدروه إلى واسط، فأقام خمسة أيام ما أكل طعاما، وهو يومئذ ابن ثمانين سنة، فلما وصل إلى واسط أنزل في دار وحبس بها، ولجعل عليها بواب، وكان يخدم نفسه ويغسل ثوبه ويطبخ، ويستقي الماء من البثر، فبقي كذلك خمس سنين، ولم يدخل فيها حماما.
وكان من جملة أسباب القضية أن الوزير ابن يونس قبض عليه، فتتبع ابن القصاب أصحاب ابن يونس. وكان الركن عبد السلام بن عبد الوهاب بن عبد القادر الجئلي (1) ما بين معقوفين وهو: [وآله] زيادة مني لا يذكرها أكثر العلماء، وهو من الخطأ الجسيم الذي يقع فيه عامة العلماء والمشايخ في كتبهم وخطبهم ودروسهم، إذ يختصرون على الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم دون (آله)، فيقولون مثلا: (صلى الله عليه وسلم)، وبعضهم يختصر هذه الصيغة، فيقول: (صلى سلم) أو (صعى سلم)!1! وهو مخالف لما جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لأن من تتبع ألفاظ الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وجدها كلها مشفوعة بالصلاة على (أهل البيت) مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم. انظر كتابنا: "مناقب آل بيت النبي عند أهل الشنة والجماعة" (ص/ 36) طبعة دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى، عام 2012م.
(2) ابن خلكان، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان (3/ 141 - 142) .
صفحہ 14