============================================================
مقدمة المحقق/ ترجمة الإمام الحافظ ابن الجوزي الحنبلي وقال في "المنتظم في تاريخ الأمم والملوك": "أخبرنا محمد بن ناصر الحافظ، حدثنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الفراء، قال: أخرج الإمام القائم بأمر الله أمير المؤمنين أبو جعفر ابن القادر بالله في سنة نيف وثلاثين وأربعمائة "الاعتقاد القادري" الذي ذكره القادر، فقرئ في الديوان وحضر الزهاد والعلماء، وممن حضر الشيخ أبو الحسن علي بن عمر القزويني فكتب خطه تحته قبل أن يكتب الفقهاء، وكتب الفقهاء خطوطهم فيه: أن هذا اعتقاد المسلمين ومن خالفه فقد فسق وكفر. وهو: يجب على الإنسان أن يعلم: أن الله وحده لا شريك له، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفؤا أحد، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، ولم يكن له شريك في الملك، وهو أول لم يزل، وآخر لا يزال، قادر على كل شيء غير عاجز عن شيء، إذا أراد شيئا قال له: كن فيكون(1)، غني غير محتاج إلى شيء، لا اله إلا هو الحي القيوم، لا تأخذه سنة ولا نوم، يطعم ولا يطعم، لا يستوحش من وحده، ولا يأنس بشيء، وهو الغني عن كل شيء، لا تخلفه الدهور والأزمان، وكيف تغيره الدهور والأزمان وهو خالق الدهور والأزمان، والليل والتهار، والضوء والظلمة، والسموات والأرض وما فيها من أنواع الخلق، والبر والبحر وما فيهما، وكل شيء حي أو موات أو جماد؟!
كان ربنا وحده لا شيء معه، ولا مكان يحويه، فخلق كل شيء بقدرته، وخلق العرش لا لحاجته إليه، فاستوى عليه كيف شاء وأراد لا استقراد راحة كما يستريخ الخلق..."(2).
مصفاته: له نحو ثلاث مثة مصنف، منها على سبيل المثال: "تلقيح فهوم أهل الآثار في مختصرالسير والأخبار"، و"الأذكياء وأخبارهم"، ولامناقب عمر بن عبدالعزيز"، ولروح الأرواح"، ولشذور العقود في تاريخ العهود"، و"المدهش" في المواعظ وغرائب الأخبار، و"المقيم المقعد" في دقائق العربية، ولاصولة العقل على الهوى" في الأخلاق، و"الناسخ
والمنسوخ" في الحديث، ولتلبيس إبليس"، و"فنون الأفنان في عيون علوم القرآن"، (1) قال الإمام النسفي الماتريدي الحنفي في كتابه "تبصرة الأدلة في أصول الدين" (414/1): "غير أن أصحابنا يقولون: إن قوله: كن عبارة عن سرعة الإيجاد من غير تعذر".
(2) ابن الجوزي، المنتظم في تاريخ الأمم والملوك (279/15 - 280).
صفحہ 12