فالأول: المشار إليهم بقوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين} فالذين بعث فيهم هذا الرسول وتلا عليهم القرآن وعلمهم الكتاب والحكمة هم الذين نقلوا إلينا ذلك، وهم الصحابة رضي الله عنهم، كما هو ظاهر الآية، أن المؤمنين الذين بعث فيهم نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام هم أصحابه .
وقيل: هم المؤمنون مطلقا، وأفضلهم الصدر الأول الذين شاهدوا تنزيل القرآن وتلقوه عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الزمان.
والثاني: من بعد الصحابة من السلف والخلف.
وهذه الوسائط على أقسامها الثلاثة يطلق عليها الإسناد، ويقال له السند، عند الجمهور، وفرق آخرون بينهما فجعلوا الإسناد: رفع الحديث إلى قائله، من قولهم: أسند في الجبل إذا صعد فيه وعلا على سفحه. والسند: الإخبار عن طريق المتن.
ويطلق على المتن: الأثر والخبر والحديث، لكن في اصطلاح الفقهاء من الخراسانيين أن ما يروى عن الصحابة رضي الله عنهم يسمى بالأثر، وما رفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسمى بالخبر، كما حكاه عنهم شيخ الإسلام أبو زكريا النواوي رحمة الله عليه.
صفحہ 57