إذا أردت نظيرا في تبحره ... علما وفضلا وجودا لم تجد أحدا لا تنكروا جوده كالماء منسجما ... فالماء من حجر يحيى به أبدا
أسبغ الله ظلاله، وبلغه في خير آماله، ورضي الله عن ساداتنا الحاضرين، وختم لنا ولهم بخير في عافية. آمين.
أما بعد: فإن الله عز وجل، وله الفضل والامتنان، والطول والكرم والإحسان، أنعم على المؤمنين إنعاما كبيرا، ومنحهم فضلا غزيرا، وكرما خطيرا، من ذلك ما أشار إليه في كتابه المنزل، على أكرم مرسل، نبي الرأفة والرحمة، بقوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته، ويزكيهم، ويعلمهم الكتاب والحكمة}.
فالكتاب: هو القرآن العظيم المحكم، والحكمة هنا: هي سنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد حافظ أعيان هذه الأمة على حفظ الكتاب في الصدور، والإقبال على تفهمه وما فيه من الأمور، واعتنى الأئمة بحفظ السنة وتدوينها في المسطور، والقيام بخدمتها والذب عنها كما هو مشهور، وسمت الأنفس الشريفة من الخلفاء والملوك، فبنوا دور السنة لحفظها ونشرها للغني والصعلوك.
صفحہ 29