295

مجالس

مجالس في تفسير قوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم}

اصناف

ولهذا كان كثير من السلف ينظرون بعين البصيرة إلى ما يكون من الرحمة في الآخرة، فتنشرح صدورهم ويعظم سرورهم مع ملازمتهم للعبادة والخدمة، ومحافظتهم على الخشية لله وتعظيم الحرمة، وشكرهم لله على ما سخر من هذه الرحمة.

وإذا نظرنا إلى نعم الدنيا ومحتوياتها، ونعيم الآخرة ودرجاتها، تحققنا عقلا وشرعا، وعلمنا نقلا وسمعا: أن الكل من رحمة الله التي يرجوها كل مسلم، بل كل أحد. وهذا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الخلق، وأتقاهم لله، وأشدهم له خشية يقول: ((اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين)) ويقول صلى الله عليه وسلم : ((لا يدخل أحدا الجنة عمله)) قالوا: ولا أنت يا رسول الله، قال: ((ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله بمغفرة ورحمة)) وفي رواية ((إلا أن يتغمدني الله برحمته))، وفي حديث طويل رواه عثمان بن سعيد الدارمي، عن جابر مرفوعا في آخره قال: إن جبريل عليه السلام قال للنبي صلى الله عليه وسلم : ((إنما الأشياء برحمة الله يا محمد)).

صفحہ 350