مجالس
مجالس في تفسير قوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم}
اصناف
قال الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي في كتابه ((أسماء الله عز وجل وصفاته الواردة في الكتاب والسنة)) فقال في قسم الأسماء التي تتبع إثبات التدبير لله سبحانه دون ما سواه: ومنها الرحمن الرحيم. قال الله عز وجل: {الرحمن. علم القرآن. خلق الإنسان. علمه البيان} وقال تعالى: {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن} وقال تعالى: {وكان بالمؤمنين رحيما} وقال في فاتحة الكتاب: {الرحمن الرحيم} وقال: {حم. تنزيل من الرحمن الرحيم} وقال في فواتح السور [غير التوبة]: {بسم الله الرحمن الرحيم}. ثم ذكر البيهقي كلام الخطابي الذي قاله في كتابه في ((الدعاء ومعاني أسماء الله تعالى)) وهو ما أنبأنا غير واحد، منهم: أبو الحسن علي بن محمد بن سعيد بن ريان الطائي، عن زينب ابنة أحمد، أن عبد الخالق بن الأنجب أخبرها كتابة من ماردين، عن أبي الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الهروي، أخبرنا أبو نصر بن أبي طاهر الحداد سماعا، أخبرنا عبد الوهاب بن أبي سهل الأديب، أخبرنا الإمام أبو سليمان حمد ابن محمد بن إبراهيم بن الخطاب الخطابي البستي الشافعي رحمه الله، قال:
اختلف الناس في تفسير الرحمن ومعناه، وهل هو مشتق من الرحمة أم لا، فذهب بعضهم إلى أنه غير مشتق، واحتج بأنه لو كان مشتقا من الرحمة لاتصل بذكر المرحوم، فجاز أن يقال: الله رحمان بعباده، كما يقال: رحيم بعباده، فلما لم يستقم صلته بذكر المرحوم، دل على أنه غير مشتق من الرحمة، قال: ولو كان هذا الاسم مشتقا من الرحمة لم ينكره العرب حين سمعوه، إذ كانوا لا ينكرون رحمة ربهم، وقد حكى الله عنهم الإنكار له والنفور عنه في قوله تعالى: {وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن، قالوا وما الرحمن؟} الآية.
وزعم بعضهم أنه اسم عبراني.
صفحہ 196