مجالس
مجالس في تفسير قوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم}
اصناف
ثم ذكر البيهقي كلام الخطابي الذي قاله في كتابه في ((الدعاء ومعاني أسماء الله تعالى)) وهو ما أنبأنا غير واحد منهم أبو الحسن علي بن محمد ابن سعيد بن ريان الطائي، عن زينب ابنة أحمد، أن عبد الخالق بن الأنجب أخبرها كتابة من ماردين، عن أبي الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الهروي، أخبرنا أبو نصر بن أبي طاهر الحداد سماعا، أخبرنا عبد الوهاب بن أبي سهل الأديب، أخبرنا الإمام أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب الخطابي البستي الشافعي رحمه الله قال: اختلف الناس في تفسير الرحمن ومعناه، وهل هو مشتق من الرحمة أم لا؟ فذهب بعضهم إلى أنه غير مشتق، واحتج بأنه لو كان مشتقا من الرحمة لاتصل بذكر المرحوم، فجاز أن يقال: الله رحمان بعباده، كما يقال: رحيم بعباده، فلما لم يستقم صلته بذكر المرحوم دل على أنه غير مشتق من الرحمة. قال: ولو كان هذا الاسم مشتقا من الرحمة لم تنكره العرب حين سمعوه، إذ كانوا لا ينكرون رحمة ربهم، وقد حكى الله عنهم الإنكار له والنفور عنه في قوله تعالى: {وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن} الآية.
وزعم بعضهم أنه اسم عبراني، وذهب الجمهور من الناس إلى أنه مشتق من الرحمة مبني على المبالغة، ومعناه: ذو الرحمة الذي لا نظير له فيها، ولذلك لا يثنى ولا يجمع كما يثنى الرحيم ويجمع، وبناء فعلان في كلامهم للمبالغة، يقال لشديد الامتلاء: ملآن، ولشديد الشبع: شبعان.
ويدل على صحة مذهب الاشتقاق في هذا الاسم حديث عبد الرحمن ابن عوف.
صفحہ 146