قال: قلت: يا أبا يعقوب، قد وطئت الكتب، ولقيت العلماء، ودخلت البلدان، فهل رأيت أحدا، أو قرأت في كتاب أن أحدا من الأمة يخرج من حكم علي هذا في الجد؟
قال: لا.
قلت: فهل قرأت في الكتب، أو سمعت أحدا من الأمة يدخل في حكم أبي بكر؟
قال: لا.
قلت: يا أبا يعقوب، فإذا كنت أنت وأصحابك وجميع أهل مقالتك تقولون بإمامة أبي بكر، وأنتم وجميع أهل الإسلام خارجون من حكمه فكيف منزلته عندكم؟ ولربما أعملت الفكر في أمركم، فإن أصدق كلامكم على الرجل وقد غاب عني شخصه فأنا متحير في كلامكم، وإن أقل: إنكم اتخذتمم إلى الرجل ما لم يقل فبالحرا.
ثم قال: يا أبا الحسين، بلغنا أنك تقول: ليس بين المؤمنين قتال.
قلت: نعم، هذا قول واعتقادي.
قال: أفليس عائشة قاتلت عليا؟
فقلت له: عائشة لم تؤمر بالقتال، إنما أمرها الله عز وجل بأن تقر في بيتها، فعصت ربها ونبيها.
قال: فتحير، ثم قلت للجماعة الذين كانوا حضورا معنا: إنما القتال بين المؤمنين والكافرين.
ثم قلت: هل منكم أحد يشك في إيمان أمير المؤمنين علي عليه السلام؟
قالوا: معاذ الله!
قلت: فأحد منكم يشك في كفر/9/ذي الثدية.
قالوا: لا.
قلت: فجميع من حارب أمير المؤمنين عليا عليه السلام، فهو كافر بالله.
قال: فانقطع أبو يعقوب وأمسك.
ثم ألتف إبراهيم بن رياح إلي. فقال لي: يا أبا الحسين، أنت مقلد.
قلت له: إني أبرأ إلى الله من فريقين.
قال: ومن هما؟
قلت: من الذين قال الله سبحانه فيهم: {وكذبوا واتبعوا أهوآئهم} [القمر: 3]، ومن الذين قالوا: { إنا وجدنا آبائنا على أمة وإنا على ءاثارهم مقتدون}.
صفحہ 12