(23)مجلس
قال: ولقيني يوما علي بن القاسم العلوي، فعرفني أنها ذهبت خيل لإبي القاسم بن خلف، وأن أبا القاسم استعان بأبي جعفر بن الضحاك وبهمدان وبني الحرث على المرهبيين، كي يردوها. قال: فقلت له: يا شريف، فعهدي بإبي القاسم يقول بالقضاء والقدر، فعلى معنى قوله: إن هذه الخيل أخذت بقضاء من الله وقدر، فكان يصبر للقضاء والقدر ولا يستعين بأحد، إن قضى أن يردوها إليه ردوها.
قال: فقال لي الشريف: فتمضي بنا إليه؟ فمضينا إليه، فلما قعدنا عنده، عرفه الشريف بما كان من كلامي من جهة القضاء والقدر.
قال: فضجر والتفت إلي، وقال: أنتم تقعون في أصحاب رسول الله صلى الله عليه، ثم تخاطب هو والشريف وأنا ممسك، ثم قال لي: فأنت مالك لا تتكلم وأول الكلام منك؟
قال: قلت: يا هذا، لست بكريا، ولا عمريا، ولا عثمانيا، ولا علويا، فازداد ضجره.
فقلت: يا هذا، إنا لم نأتك لخصام، هل عندك شيء حلو تطعمنا؟
قال:/24/فصاح أبو القاسم بأخيه أبي عيسى، وكلمه بينه وبينه بما لا أدري، ومضى أبو عيسى فأتى بخوان عليه شئ من الحلوى.
قال: فقال أبو القاسم: صيحوا لنا بالضياع الذين في أسفل الدار. قال: فأتي بهم، وهم: ابن نبات، وإبراهيم بن عاصم المؤذن.
قال: فلما دخلا وضعنا نأكل. قلت لإبراهيم بن عاصم: يا إبراهيم، إعلم أني سمعتك وأنت تقول: حي على الصلاة فأجبتك، وحييتك وقمت، ثم لا أدري لأي الصلوات دعوتني في ذلك الحين لصلاة العشاء أم للعتمة، أم للصبح، أم للظهر، أم للعصر؟
قال لي: كنت مغبون إذا صليت في ذلك الوقت.
صفحہ 30