(19)مجلس [في الجبر والشفاعة]
قال: وقلت يوما لإهل صنعاء بعد أن دخل ابن وردان صنعاء بعساكره وخرج منها، وقد قعدت مع نفر منهم في السرار فقلت لهم: أضر بكم هذا السلطان وعساكره. قالوا: نعم.
قلت: وفقهاؤكم وعلماؤكم، يقولون:/20/ليس لكم منهم نصفة لا في الدنيا ولا في الآخرة، وذلك أنهم اعتقدوا أن عيث هذا العسكر وعبثه كان بقضاء الله وقدره، فليس لكم أن ترغبوا إلى الله عز وجل وتسألوه أن ينصفكم من قضاءه وقدره، فتقولون: اللهم، انصفنا من قضائك وقدرك. والثانيه: أن علماءكم أيضا رووا لكم أن النبي صلى الله عليه، قال: ((ادخرت شفاعتي لإهل الكبائر من أمتي))، فإذا كان رسول الله صلى الله عليه يشفع لهؤلاء، فما الذي تقع في أيديكم؟ ثم قلت لهم: أما نحن والحمدلله فنرجو لنصفه فيما يصيبنا من أعداء الله في الدنيا والآخرة، لأنا نعهد أن الله سبحانه لا يرضى بفعل العصاة، ولا يقضي بشيء منه، لقوله تعالى: {يقضي الحق} [غافر: 20]، وكذلك قولنا واعتقادنا في الرسول أنه لا يشفع لإحد من العصاة، لقول الله سبحانه فيه وفي إخوانه النبيين جميعا: {ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون} [الأنبياء: 28].
صفحہ 26