قال: إنما هم يقعون فيمن قد رضي الله عنه، ثم ذهب يعد العشرة فلم يحسن.
فقلت له: تحب أن أحسبهم لك؟
قال: نعم.
قلت هم: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وسعد، وسعيد، وأبو عبيدة بن الجراح، وعبد الرحمن بن عوف.ثم قلت له: ما تقول هؤلاء العشرة؟
قال: هؤلاء الذين قال الله فيهم عز وجل: { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم...الآية} [الفتح: 18].
قلت له: يا شيخ، مثلك على هذه السن وهذه الشيبة يطعن على أصحاب النبي صلى الله عليه، ويقع فيهم.
قال: كيف ذلك؟!
قلت: إذا كان عندك أن الله سبحانه لم يرض إلا على هؤلاء العشرة، فكأنه قد سخط على الباقين من أصحاب النبي صلى الله/17/عليه، ليس عندي أن مسلما يتكلم بمثل هذا، أين ذو الشهادتين؟ وأين التيهان؟ أين المهاجرون والأنصار؟
ثم قلت له: يا شيخ، أنت تروي أنت وأصحابك أنه لا يجتمع القاتل والمقتول في موضع واحد.
قال: نعم.
قلت له: أليس قولكم إن القاتل خلع عن المقتول ذنوبه كما يخلع الإنسان لحافه؟
قال: نعم.
قلت: فأخبرني عن عثمان بن عفان أين قتل؟
قال: بالمدينة.
قلت: وعلي بن أبي طالب حاضر.
قال: نعم.
قلت: بلغك أنه نهنه عنه بيد أوبلسان.
قال: لا.
قلت: فأخبرني عن طلحة بن عبيد الله في مصاف من قتل؟
قال: في مصاف علي عليه السلام.
قلت: فإلى من أتي برأس الزبير بن العوام؟
قال: إلى علي.
قلت: فهؤلاء يجتمعون في مكان واحد؟!
قال: فتجبر.
ثم قلت له: يا شيخ، كلامكم ينقض بعضه بعضا.
صفحہ 22