(15)مجلس
قال: وقال لي يحيى القطان ب(عثر): يا أبا الحسين، إنما مثل أبي بكر مع علي بن أبي طالب عليه السلام، مثل نبي بني إسرائيل، مع طالوت عليهما السلام.
قال: فقلت له: يا يحيى، أليس اجتمعت بنو إسرائيل إلى نبيهم وتوسلوا به إلى خالقهم أن يبعث لهم ملكا يقاتل في سبيل الله؟ فدعا لهم فاستجاب الله عز وجل دعاء نبيه عليه السلام، فبعث لهم طالوت، فهمت بنو إسرائيل بمكابرته، وقالوا: {أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال}، فعرفهم نبي الله أن الملك خلاف ما ذهبوا إليه بقوله: إنه فضل طالوت {وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم} [البقرة: 247]، فهل معك يا يحيى،/15/بيان أو برهان أن أمة محمد صلىالله عليه، اجتمعوا إلى علي بن أبي طالب كاجتماع بني إسرائيل إلى نبيهم، وسألوه أن يبعث لهم أبا بكر؟
قال: فتحير، وقال: ليس معي في هذا جواب.
قال له: فينبغي للمسلم يحصل كلامه ويصل قوله بقول لا يفيد، وإلا فليس معه قول ولا عمل.
صفحہ 20