البادية الشمالية قسمان: الشمالي منها أرض صلبة تسمى اليوم الحماد، وينتهي هذا القسم إلى قرية الجوف (دومة الجندل) جنوبا.
وفي هذ القسم أودية تسيل من الغرب إلى الفرات، أعظمها وادي حوران، وفيه كذلك واد كبير يسمى وادي السرحان، وهو يسيل من جبل حوران صوب الجنوب والشرق، حتى ينتهي إلى قرية الجوف، وينبت على جانبيه واحات خصبة.
وفي هذا الجانب طريق السيارات بين دمشق وبغداد اليوم، وهو زهاء ثمانمائة وستين كيلا، تقطعها السيارات في عشرين ساعة مع الاستراحة. وهي البادية التي اخترقها سيدنا خالد بن الوليد بجيشه في السنة الثانية عشرة من الهجرة، إذ سار من العراق مددا لجيوش العرب في الشام، فرمى بنفسه وجيشه في بادية لا ماء فيها، وأتى الروم من مأمنهم وفجأهم بما لم يحتسبوا، وقد قطعها في خمسة أيام.
وهذه البادية تسمى اليوم بادية الشام، وبادية الشام - على التحقيق - كانت اسما للقسم الغربي منها، وقسمها الشرقي كان يسمى في الجنوب بادية العراق أو السماوة، وفي الشمال بادية الجزيرة أو خساف.
والسماوة عند العرب أرض مستوية لا حجارة فيها، والسماوة أمكنة متعددة، وقد ذكرت في شعر المتنبي وغيره.
قال جرير:
صبحت عمان الخيل وهي كأنها
قطا هاج من فوق السماوة ناهل
وقال عدي بن الرقاع يصف الظباء:
فترددن بالسماوة حتى
نامعلوم صفحہ