وتهب في الصيف السموم، وهي ريح شديدة الحر مهلكة.
وقد أكثر العرب من تسمية الرياح، بين الرخاء والعاصف والهوجاء. وسموا الشمال والجنوب والصبا والدبور والريح النكباء، وهي التي تهب بين مهب ريحين أصليتين، كالتي تهب بين الصبا والجنوب مثلا.
وقالوا للريح التي لا تثبت على وجهة: الريح المتذائبة، كأنها تفعل معهم فعل الذئب، تأتيهم من جهات مختلفة.
ويضيق المجال عن توسعة الكلام عن الرياح وأثرها في معيشة العرب، وذكرها في كلامهم.
وأما المطر فهو حياة البادية، وفي انقطاعه هلاكها. من المطر تجري الأودية وتمتلئ الغدران، فيشربون ويسقون حيوانهم، ومن المطر ينبت المرعى للحيوان، فإذا حبس المطر في مكان، انتجعوا مكانا يلتمسون مواقع القطر، فإذا عم القحط هلك الناس أو أشرفوا.
ومن أجل ذلك سمي المطر رحمة وغيثا. وعني العرب بمعرفة الرياح الممطرة والرياح العقيمة، وعرفوا أوصاف الغمام الممطر والغمام الجهام، وافتنوا في تسمية السحب باختلاف ألوانها وأشكالها، وعددوا أسماء المطر باختلاف مقداره ومدته، فقالوا: الرذاذ، والطش، والطل، والوابل، والديمة، وهكذا.
وللعرب في المطر وأوصافه وأخباره شعر كثير ونثر.
ويغزر المطر على جبال اليمن والجبل الأخضر في عمان. وأغزر أمطار اليمن ما ينزل على الحافة الغربية ويمتد مائة ميل إلى الشرق، ويقل كلما اتجه إلى الشرق، والمطر الجود هناك يكفي لزراعة الصيف ولإمداد الجداول الدائمة الجريان التي تروي زرع الشتاء، وربما يستمر المطر شهرين في الجهات العالية مثل جهات صنعاء، وينزل في تهامة اليمن مطر في الشتاء أحيانا.
وفي شمالي الجزيرة ووسطها ينزل المطر في الشتاء بين تشرين الأول ونيسان (أكتوبر وأبريل) وهو قليل غير موقوت، وينقطع بعض السنين، وهي السنوات الشهب، وهذه السنوات تعد مصائب، فيقال: أصابتهم سنة. وفي القرآن الكريم:
ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات
نامعلوم صفحہ