محاسن اور اضداد

الجاحظ d. 255 AH
26

محاسن اور اضداد

المحاسن والأضداد

ناشر

دار ومكتبة الهلال

پبلشر کا مقام

بيروت

فهل عندك دواء؟» قال: «نعم. خذ خوفقًا وسربقًا ورقرقًا، فاغسله واشربه بماء» . فقال: «لا أدري ما تقول»، قال: «ولا أنا دريت ما قلت» . قال: وقال يومًا آخر: «إني أجد معمعة في قلبي، وقرقرة في صدري»، فقال له: «أما المعمعة فلا أعرفها، وأما القرقرة فهي ضراط غير نضيج» . قال: وأتى رجل الهيثم بن العريان، بغريم له قد مطله حقه، فقال: «أصلح الله الأمير! إن لي على هذا حقًا قد غلبني عليه» . فقال له الآخر: «أصلحك الله. إن هذا باعني عنجدًا «١»، واستنسأته «٢» حولًا، وشرطت عليه أن أعطيه مياومة، فهو لا يلقاني في لقم «٣» إلا اقتضاني ذهبًا» . فقال له الهيثم: «أمن بني أمية أنت»؟ قال: لا. قال: «فمن بني هاشم أنت»؟ قال: لا. قال: «أفمن أكفائهم من العرب»؟ قال: لا. قال: «ويلي عليك! انزعوا ثيابه» . فلما أرادوا أن ينزعوا ثيابه قال: «أصلحك الله، إن إزاري مرعبل» «٤» . قال: «دعوه، فلو ترك الغريب في موضع لتركه في هذا الموضع» . قال: ومر أبو علقمة ببعض الطرق، فهاجت به مرة، فوثب عليه قوم، فجعلوا يعصرون إبهامه، ثم يؤذنون في أذنه. فأفلت من أيديهم، فقال: «ما بالكم تتكأكأون «٥» علي تكأكؤكم على ذي جنة؟ افرنقعوا «٦» عني» . فقال رجل منهم: «دعوه، فإن شيطانه يتكلم بالهندية» . قال: وقا لحجام يحجمه: «اشدد قصب الملازم، وأرهف ظبة المشارط، وخفف الوضع، وعجل النزع، وليكن شرطك وخزًا، ومصك نهزًا، ولا تكرهن أبيًا، ولا تردن أتيًا» . فوضع الحجام محاجمه في جونته، وانصرف.

1 / 31