410

مغانم

المغانم المطابة في معالم طابة

ناشر

مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة

ایڈیشن

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

اصناف

ولَقِيَهُ رَجُلٌ وهو يَنْقُلُ التُّرَابَ فقالَ: يَا رَسُولَ الله نَاولني لَبِنَتَكَ أحملها عنك قال ﷺ اذهب فخُذْ غَيرَهَا فلَستَ بأفقرَ منِّي إلى الله تعالى.
قال: وَجَاءَ رَجُلٌ يُحسِنُ عَجْنَ الطين وكان من حَضْرَمَوْتَ فقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «رَحِمَ الله امرءًا أحسَنَ صَنْعَتَهُ، وقال له: الزَمْ أنتَ هذا الشغلَ فإني أراكَ تُحْسِنُهُ» (^١).
ـ وعن أمِّ سَلَمَة ﵂ قالت: بَنَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مَسْجِدَهُ، فَقَرَّبَ اللَّبِنَ ومَا يَحتَاجُونَ إليهِ، فَقَامَ إليهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَوَضَعَ رِدَاءهُ، فَلمَّا رَأى ذلك المهَاجِرونَ الأَوَّلونَ والأنصارُ ﵃ جَعَلوُا يَرتَجِزُونَ ويَقُولونَ ويَعمَلُونَ:
لَئِنْ قَعَدْنَا والنبيُّ يَعْمَلُ … ذَاكَ إذًا للعَمَلُ الْمُضَلَّلُ
قال: وَكَانَ عُثمَانُ بنُ عَفَّان ﵁ رَجُلًا نَظِيفًَا مُتَنَظِّفًَا، وَكَانَ يَحمِلُ اللَّبِنَةَ فَيُجَافي بها عن ثَوبِهِ، فإذا وَضَعَهَا نَفَضَ كُمَّيهِ ونَظَرَ إلى ثَوبِهِ فإن كان أَصَابَهُ شَيءٌ من التُّرَابِ نَفَضَهُ، فَنَظَرَ إليه عَليُّ بنُ أبي طالب ﵁ فَأنشأ يقولُ:
لا يَسْتَوي مَنْ يَعْمُرُ الْمَسَاجِدَا … يَدأَبُ فيها قَائِمًَا وقَاعِدًَا
ومَنْ يُرَى عن الغُبَارِ حَائِدًَا

(^١) أخرجه رزين في تجريد الصحاح (جامع الأصول ١١/ ١٨٤). قال الذهبي: أدخل رزين في كتابه زيادات واهية، لو تنزه عنها لأجاد. سير أعلام النبلاء ٢٠/ ٢٠٥.
وأخرج الإمام أحمد في المسند رقم: ٥/ ٤٥٦ من حديث طلق بن علي بن المنذر قَالَ جِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ وَأَصْحَابُهُ يَبْنُونَ الْمَسْجِدَ قَالَ فَكَأَنَّهُ لَمْ يُعْجِبْهُ عَمَلُهُمْ قَالَ فَأَخَذْتُ الْمِسْحَاةَ فَخَلَطْتُ بِهَا الطِّينَ فَكَأَنَّهُ أَعْجَبَهُ أَخْذِي الْمِسْحَاةَ وَعَمَلِي فَقَالَ دَعُوا الْحَنَفِيَّ وَالطِّينَ فَإِنَّهُ أَضْبَطُكُمْ لِلطِّينِ. وأخرجه بنحو هذا ابن حبان الإحسان ٢/ ٢٢٤، والطبراني في الكبير ٨/ ٣٩٨.

1 / 412