332

مغانم

المغانم المطابة في معالم طابة

ناشر

مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

اصناف

البَلدة (^١) الكريمة المباركة، وتَعْظِيم شَأْنِها، وتَفْخِيمِ مكانتها ومكانها.
وقد يتعلَّق بِهذه الأحاديث جماعَةٌ مِنَ العُلماءِ وفقهاءِ الإسلام، ويَسْتَدِلُّون به على أَفْضَلِيَّةِ هذه البلدة على سائِرِ البُلْدَانِ مُطْلَقًا، مكَّة وغيرها. ومِمَّن قال بذلك عُمَرُ بن الخَطَّاب، وعبد الله بن عُمَر ﵄، والإمامُ مالِك وغيرهم، قالوا: دَلَّت هذه الأحاديث على ذلك من وُجُوهٍ:
الأوَّل: أَفْضَلِيَّةُ الدَّاعي هُنا.
الثاني: أَكْثَرِيَّةُ المَدْعُو به، لأنَّهُ سَأَلَ مِثْلَ ما سَأَلَ إبراهيم مِنَ البركةِ ومِثْلَهُ مَعَه، ومع البركة بركتين، قالوا: وهذا صريحٌ في التَّفْضِيل.
الثالث: تكْرَارُ الدُّعاءِ، فإنَّهُ قَدْ ثبت - هنا - أنَّهُ ﷺ دعا للمدينة بِهذه الدَّعوات غير مَرَّة، ولم تَثبْتُ دَعْوَة إبراهيم ﵊ سوى مَرَّةٍ وَاحِدَةٍ (^٢) وقَدْ بَسَطْتُ القَوْل في ذلك وفي الجوابِ عَنْهُ في كتابي "مُهِيجُ الغرامِ إلى البَلَدِ الحرام" (^٣).
ولَقَدْ ظهرتْ آثارُ الدَّعوة المُباركةِ المَقْبُولَةِ في شَأْنِ المدينة المُقَدَّسَةِ مِنْ وُجُوهٍ كَثِيرَةٍ، وَمِنْ أَوْضَحِها وَأَثْبَتِها ما هُوَ مُشَاهَدٌ مُعَايَنٌ للخاصِّ والعامِّ وَلِكُلِّ الخلائِقِ، لاسِيَّما لِمَنْ شاهَدَهُ من أَهْلِ الإسلام، وَهُوَ أَمْرُ تمَرِه المبارَك الذي شَمِلتْهُ آثار من تلك الدَّعوات الكريمات، فإِنَّه تَفِدُ عليه الوُفُود مِنْ كُلِّ قُطْرٍ بِحَيْثُ يَعْجِزُ العادُّ عَنْ إحصائِهم وحَصْرِهِم، وَيَرِدُ إليه الوارِدُونَ مِنْ سائِرِ الآفاقِ والأقْطار وجميع البُلْدانِ والأمْصَارِ مِنْ أُمَمٍ لا يُحْصِيهم إلَّا خَالِقُهم ومُنْشِيهم، ولا يَكاد يَرْجِعُ أحَدٌ مِنْهُم إلا مستصْحِبًا من ذلك التَّمر المبارَك لجزءٍ له بال،

(^١) في الأصل: (البلد)، وربما كان سهوًا من الناسخ، والصّواب ما أثبتناه.
(^٢) انظر: وفاء الوفاء ١/ ٢٨ - ٣٩ ففيه زيادة وتفصيل.
(^٣) لم أعثر على هذا الكتاب، ولا عن وجوده فيما اطلعت عليه من مصادر.

1 / 333