مغانم
المغانم المطابة في معالم طابة
ناشر
مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م
اصناف
وأنشَدنا أبو عُمر الحَمَوي، إذنًا عن أبي حيان (^١) قال: أَنْشَدَنا فخر الدِّين محمد بن مصطفى بن زكريا العسكري التُّرْكي (^٢) لِنَفْسِهِ:
قيل اتَّخِذْ مَدْحَ النَّبيِّ مُحَمَّدٍ … فِينا شعارَك إنَّ شِعْرَك رَيِّقُ
وعلى ثنائِك للبراعة بَهْجَةٌ … وعلى ثيابك للبراعَةِ رونَقُ (^٣)
يا قُطْبَ دائِرَةِ الوُجُودِ بأسْرِه … لَوْلاكَ لم يَكُنِ الوُجُودُ المُطْلَقُ
مُذْ كُنْتَ أَوَّلَهُ وكنْتَ أَخِيرَهُ … في الخافِقَيْنِ لواء مَجْدِك يَخْفِقُ
كُلُ الوُجُودِ إلى جمالِكَ شاخِصٌ … فإذا اجْتَلاك فعَنْ جلالِكَ يُطْرِقُ (^٤)
يا أوَّلًا من قبله ما فاته … يا آخرًا من بعده لم يلحَقُوا
كُنْتَ النَّبيَّ وآدَمٌ في طِينِهِ … ما كانَ يَعْلَمُ أيَّ خَلْقٍ يُخْلَقُ
فضلت بك الأرْضُ السَّماءَ لأنها … فيها ضرِيحُك وَهْوَ مِسْكٌ يَعْبقُ
ما اسم المدِينَةِ طيبةَ إلَّا لما … يُغْرِى لِطيِبك طِيبها المُسْتَنْشَقَ (^٥)
وقال صاحِبُنا الشَّيْخُ العَلَّامَة أبو عبد الله محمد بن أَحْمَد بن علي بن جابر الهوَّاري الأنْدَلُسُي (^٦) من قصيدةٍ طويلةٍ (^٧):
(^١) لعله أبو حيان الأندلسي، محمد بن يوسف بن حيان أَثِير الدين، صاحب التصانيف الشهيرة، التي منها (البحر المحيط)، و(ارتشاف الضرب من لسان العرب). توفي بالقاهرة سنة ٧٤٥ هـ. الوافي بالوفيات ٥/ ٢٦٧، البلغة ص ١٤٨، بغية الوعاة ١/ ٢٨٢.
(^٢) ولد سنة ٦٣١ هـ، كان شيخًا فاضلًا من فقهاء الحنفية، له نظم ونثر، عمي في آخر عمره.
توفي سنة ٧١٣ هـ. الوافي بالوفيات ٥/ ٣١، الأعلام ٧/ ٩٩.
(^٣) رواية البيت في الوافي بالوفيات ونكت الهميان:
وعلى بنانك للبراعة بَهجة … وعلى بيانك للبراعة رونق
(^٤) في هذه الأبيات غلو مفرط، لا ينبغي لمسلم أن يعتقده أو يوافق الشاعر عليه.
(^٥) الأبيات عدا السادس والثامن في الوافي بالوفيات ٥/ ٣١ - ٣٢، ونكت الهميان ص ٢٧٥.
(^٦) شمس الدين، ولد سنة ٦٩٨ هـ. في المريَّة، بيان ضريرًا، شاعر متمكن وصفه ابن الخطيب بقوله: الشيخ أبو عبد الله صدر صدور الأندلس علمًا ونظمًا ونحوًا، ارتحل إلى المشرق مع صاحبه أحمد بن يوسف الرعيني. توفي سنة ٧٨٠ هـ، الإحاطة ٢/ ٣٣٠، نفح الطيب ١/ ١٦٢.
(^٧) وهي تسمى الحُلَّة السِّيرا في مدح خير الورى، وعدد أبياتها ١٧٧ بيتًا وقد شرحها الرعيني =
1 / 311