مغانم
المغانم المطابة في معالم طابة
ناشر
مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م
اصناف
وثانِيها: يَعْطِفُ إلى أمْرٍ ديني؛ كتَضاعُفِ الحَسَنَاتِ، وتوالي البركات، وإجابَةِ الدَّعوات، وكَثرةِ المشاهِدِ المُتَبرَّكاتِ، والمزاراتِ المَقْصُودات (^١)، وما شاكل ذلك مِنَ الخَيْراتِ الأخرويات.
والمدينَةُ قد جَمَعَتْ، بِحَمْدِ اللّه تعالى، أَكْثَر هذه المحامِد والميامِن، وَحَوَتْ غالِبَ هذه المفاخِرِ والمَحَاسِن.
فإن اعْتَرَضْتَ بِقِلَّةِ الرَّخاء، وقُلْتَ: لَيْسَ بينَهُ وبَيْنَ هذا المَحَلِّ المُقَدَّسِ إخاء، وإنَّ الغالِب عليه القِلَّةُ والغلاء، والعُدْمُ الذي هُوَ لِقُطَّانِ الأوْطَانِ أمَرُّ من الأَلاءِ (^٢)، أُجيبَ بأنَّ شَأْنَ المدِينَةِ عَجِيبٌ في ذلك لِمَن تأمَّل، وصرف رَوِيَّتَهُ إلى تَحْقِيقِ ذلِكَ وأَعْمل. وَذَلِكَ أن أَمْرَها في الرَّخاءِ والقَحْطِ على طريقِ التَّوَسُّطِ بَيْنَ
(^١) هذه بدعة منكرة إذ لا يجوز التبرك بالقبور والمشاهد حتى قبره ﷺ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (ولم يكن على عهد الصحابة والتابعين وتابعيهم في بلاد الإسلام والحجاز ولا الشام واليمن ولا العراق ولا خراسان ولا مصر ولا المغرب مسجد بني على قبر، ولا مشهد يقصد للزيارة أصلًا، ولم يكن أحد من السلف يأتي إلى نبي أو غير نبي لأجل الدعاء عنده، ولا كان الصحابة يقصدون الدعاء عند قبر النبي ﷺ ولا عند قبر غيره من الأنبياء. اقتضاء الصراط المستقيم ٢/ ٧٥٢.
وليس هناك ما يُشَدُّ له الرحل في المدينة إلا مسجد الرسول ﷺ، لقوله ﷺ: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد؛ مسجد الحرام، ومسجد الأقصى، ومسجدي هذا". أخرجه البخاري من حديث أبي سعيد الخدري ﵁ عن النبي ﷺ في الصلاة، باب مسجد بيت المقدس، رقم: ٧٩١١، ومسلم في صلاة المسافرين، باب الأوقات التي نهي عن الصلاة فيها، رقم: ٧٢٨.
وتشرع زيارة مسجد قباء بعد زيارة المسجد النبوي، قال شيخ الإسلام: (وليس بالمدينة مسجد يشرع إتيانه إلا مسجد قباء، وأما سائر المساجد فلها حكم المساجد ولم يخصها النبي ﷺ بإتيان. اقتضاء الصراط المستقيم ٢/ ٧٠٨.
(^٢) الألاء: شجر حسن المنظر مرُّ الطَّعم. اللسان (ألا) ١٤/ ٤٤.
1 / 293