وأما النساء فلا يليق إلا بكل جلالة (^١) عارية عن الجمال، فإنه لا بأس بها في فعله؛ تواضعًا لرسول الله ﷺ وإجلالًا، وإذا أُمِنَتِ الفتنةُ كما ذكرناه، وإلا فلا، لا. وكيف لا يسعى المؤمن المحب المشتاق، ولو على الآماق (^٢) والأحداق (^٣).؟!. وَلَوْ قَدَرْتُ عَلَى الإِتْيَانِ زُرْتُكُمُ … سَحْبًا عَلَى الوَجْهِ، بَلْ مَشْيًا على الرَّأْسِ وقد أحسن القائل إسماعيل بن محمد الدهان (^٤) صاحبُ الجوهري (^٥) وتلميذُه: أَتَيْتُكَ زَائِرًا وَوَدِدْتُ أَنِّي … جَعَلْتُ سَوَادَ عَيْنِي أَمْتَطِيهِ وَمَالِي لا أَسِير عَلَى المَآقِي … إِلى قَبْرٍ رَسُولُ اللهِ فِيهِ (^٦) وقال الدهان أيضًا: أَيَا خَيْرَ مَبْعُوثٍ إِلى خَيْرِ أُمَّةٍ … نَصَحْتَ وَأَبْلَغْتَ الرِّسَالَةَ والوَحْيَا فَلَوْ كَانَ في الإِمْكَانِ سَعْيٌ بِمُقْلَتِي … إِلَيْكَ رَسُولَ اللهِ أَنْصَبْتُهَا سَعْيَا (^٧)

(^١) الجُلالة والجليلة: الأنثى العظيمة. اللسان (جلل) ١١/ ١١٦. (^٢) الآماق جمع: مُوق، وهو: طرف العين مما يلي الأنف. القاموس (مأق) ص ٩٢٢. (^٣) الأحداق جمع: حَدَقة، وهي: سواد العين. القاموس (حدق) ص ٨٧٢. (^٤) إسماعيل بن محمد بن عبدوس الدهان أبو محمد النيسابوري، أنفق ماله في الأدب، وبرع في علم اللغة، والنحو والعروض، أخذ عن إسماعيل بن حماد وأكثر عنه. معجم الأدباء لياقوت ٢/ ٣١٠. (^٥) الجوهري هو: إسماعيل بن حماد أبو نصر اللغوي الأديب، أول من حاول الطيران، ومات في تجربته سنة: ٣٩٣ هـ. معجم الأدباء لياقوت الحموي ٢/ ٢٠٥ - برقم:٢٤٠، الأعلام للزركلي ١/ ٣١٣. (^٦) معجم الأدباء لياقوت ٢/ ٣١١ ببعض الاختلاف في الألفاظ. وانظر: المواهب اللدنية ٤/ ٥٧٧. (^٧) معجم الأدباء ٢/ ٣١١.