134

مفاتیح

المفاتيح في شرح المصابيح

تحقیق کنندہ

لجنة مختصة من المحققين بإشراف

ناشر

دار النوادر

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

پبلشر کا مقام

وهو من إصدارات إدارة الثقافة الإسلامية - وزارة الأوقاف الكويتية

اصناف

وهم كفار يقتلوننا لو رأونا في الطريق في غير الأشهر الحرم، فإذا لم نقدر أن نأتيك في كلِّ وقت لنسألك ما نحتاج إليه من العلم، فإذا أتيناك فعلِّمنا علمًا شافيًا كافيًا. وإنما قالوا: "في الشهر الحرام"؛ لأن العرب كلهم يعظَّمون حرمة الأشهر الحرم، لا يقاتلون فيها، ولو رأى أحدٌ عدوَّه في الأشهر الحرم لا يؤذيه. وكذلك كان القتالُ مع الكفار منهيًا في الأشهر الحرم في أول الإسلام، ثم صار منسوخًا بقوله: ﴿وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ﴾ [البقرة: ١٩١]، ووجه الاستدلال به: أنه تعالى لمَّا أمر بالقتل حيث وجد المسلمون الكفار قد يكون وجدانهم الكفار في الأشهر الحرم. وفي البلد الحرام. ومعنى (ثقف): وجد. قوله: "فمرنا" هذا أمر مخاطب من أمر يأمر "أمرًا فصل" صفة الأمر، وهو مصدر بمعنى الفاعل، من فصل يفصل فصلًا: إذا ميَّز وبيَّن؛ أي: أمرٌ فاصل مبيِّن بين الحق والباطل، والحلال والحرام، ومزيل للإشكالِ عن قلوبنا. قوله: "نخبر به من وراءنا"؛ أي: نعلم قبائلنا وعشائرنا ما حفظناه منك من المسائل. (وراءنا)؛ أي: خلفنا؛ أي: من كان تركناهم في أوطاننا. ويجوز في (نخبر) الجزمُ على أنه جواب الأمر، وهو قوله: (فمرنا)، ويجوز فيه الرفع على أنه صفة (الأمر). قوله: "وندخل، معطوف على (نخبر)، ويجوز فيه الجزم والرفع أيضًا، والباء في "به الجنة" باء السببية؛ أي: ندخل بسببه الجنة؛ أي: بسبب قبول أمرك وتعظيمه والعمل به ندخل الجنة. فاعلم أنه لا يدخل الجنة أحد بعمله، بل بفضل الله تعالى؛ لأنه لا يجب

1 / 90