267

الهى انا الفقير فى غناى فكيف لا اكون فقيرا فى فقرى، الهى انا الجاهل فى علمى فكيف لا اكون جهولا فى جهلى، الهى ان اختلاف تدبيرك، وسرعة طوآء مقاديرك، منعا عبادك العارفين بك عن السكون الى عطآء، واليأس منك فى بلاء، الهى منى ما يليق بلؤمى ومنك ما يليق بكرمك، الهى وصفت نفسك باللطف والرأفة لى قبل وجود ضعفى، افتمنعنى منهما بعد وجود ضعفى، الهى ان ظهرت المحاسن منى فبفضلك، ولك المنة على، وان ظهرت المساوى منى فبعدلك، ولك الحجة على الهى كيف تكلنى وقد تكفلت لى، وكيف اضام وانت الناصر لى، ام كيف اخيب وانت الحفى بى، ها انا اتوسل اليك بفقرى اليك، وكيف اتوسل اليك بما هو محال ان يصل اليك، ام كيف اشكو اليك حالى وهو لا يخفى عليك، ام كيف اترجم بمقالى وهو منك برز اليك، ام كيف تخيب آمالى وهى قد وفدت اليك، ام كيف لا تحسن احوالى وبك قامت، الهى ما الطفك بى مع عظيم جهلى، وما ارحمك بى مع قبيح فعلى، الهى ما اقربك منى وابعدنى عنك، وما ارافك بى فما الذى يحجبنى عنك، الهى علمت باختلاف الاثار، وتنقلات الاطوار، ان مرادك منى ان تتعرف الى فى كل شىء، حتى لا اجهلك فى شىء، الهى كلما اخرسنى لؤمى انطقنى كرمك، وكلما آيستنى اوصافى اطمعتنى مننك، الهى من كانت محاسنه مساوى ، فكيف لا تكون مساويه مساوى، ومن كانت حقايقه دعاوى، فكيف لا تكون دعاويه دعاوى، الهى حكمك النافذ، ومشيتك القاهرة لم يتركا لذى مقال مقالا، ولا لذى حال حالا، الهى كم من طاعة بنيتها، وحالة شيدتها، هدم اعتمادى عليها عدلك، بل اقالنى منها فضلك، الهى انك تعلم انى وان لم تدم الطاعة منى فعلا جزما فقد دامت محبة وعزما، الهى كيف اعزم وانت القاهر، وكيف لا اعزم وانت الامر، الهى ترددى فى الاثار يوجب بعد المزار، فاجمعنى عليك بخدمة توصلنى اليك، كيف يستدل عليك بما هو فى وجوده مفتقر اليك، ايكون لغيرك من الظهور ما ليس لك، حتى يكون هو المظهر لك، متى غبت حتى تحتاج الى دليل يدل عليك، ومتى بعدت حتى تكون الاثار هى التى توصل اليك، عميت عين لا تراك عليها رقيبا، وخسرت صفقة عبد لم تجعل له من حبك نصيبا، الهى امرت بالرجوع الى الاثار فارجعنى اليك بكسوة الانوار، وهداية الاستبصار، حتى ارجع اليك منها كما دخلت اليك منها، مصون السر عن النظر اليها، ومرفوع الهمة عن الاعتماد عليها، انك على كل شىء قدير، الهى هذا ذلى ظاهر بين يديك، وهذا حالى لا يخفى عليك، منك اطلب الوصول اليك، وبك استدل عليك، فاهدنى بنورك اليك، واقمنى بصدق العبودية بين يديك، الهى علمنى من علمك المخزون، وصنى بسترك المصون، الهى حققنى بحقائق اهل القرب، واسلك بى مسلك اهل الجذب، الهى اغننى بتدبيرك لى عن تدبيرى، وباختيارك عن اختيارى، واوقفنى على مراكز اضطرارى، الهى اخرجنى من ذل نفسى، وطهرنى من شكى وشركى قبل حلول رمسى، بك انتصر فانصرنى، وعليك اتوكل فلا تكلنى، واياك اسأل فلا تخيبنى، وفى فضلك ارغب فلا تحرمنى، وبجنابك انتسب فلا تبعدنى، وببابك اقف فلا تطردنى، الهى تقدس رضاك ان يكون له علة منك، فكيف يكون له علة منى، الهى انت الغنى بذاتك ان يصل اليك النفع منك، فكيف لا تكون غنيا عنى، الهى ان القضآء والقدر يمنينى، وان الهوى بوثائق الشهوة اسرنى، فكن انت النصير لى، حتى تنصرنى وتبصرنى، واغننى بفضلك حتى استغنى بك عن طلبى، انت الذى اشرقت الانوار فى قلوب اوليآئك حتى عرفوك ووحدوك، وانت الذى ازلت الاغيار عن قلوب احبائك حتى لم يحبوا سواك، ولم يلجأوا الى غيرك، انت المونس لهم حيث اوحشتهم العوالم، وانت الذى هديتهم حيث استبانت لهم المعالم، ماذا وجد من فقدك، وما الذى فقد من وجدك، لقد خاب من رضى دونك بدلا، ولقد خسر من بغى عنك متحولا، كيف يرجى سواك وانت ما قطعت الاحسان، وكيف يطلب من غيرك وانت ما بدلت عادة الامتنان، يا من اذاق احبآءه حلاوة المؤانسة، فقاموا بين يديه متملقين، ويا من البس اولياءه ملابس هيبته، فقاموا بين يديه مستغفرين، انت الذاكر قبل الذاكرين، وانت البادى بالاحسان قبل توجه العابدين، وانت الجواد بالعطآء قبل طلب الطالبين، وانت الوهاب ثم لما وهبت لنا من المستقرضين، الهى اطلبنى برحمتك حتى اصل اليك، واجذبنى بمنك حتى اقبل عليك، الهى ان رجآئى لا ينقطع عنك وان عصيتك، كما ان خوفى لا يزايلنى وان اطعتك، فقد دفعتنى العوالم اليك، وقد اوقعنى علمى بكرمك عليك، الهى كيف اخيب وانت املى، ام كيف اهان وعليك متكلى، الهى كيف استعز وفى الذلة اركزتنى، ام كيف لا استعز واليك نسبتنى، الهى كيف لا افتقر وانت الذى فى الفقرآء اقمتنى، ام كيف افتقر وانت الذى بجودك اغنيتنى، وانت الذى لا اله غيرك تعرفت لكل شىء فما جهلك شىء، وانت الذى تعرفت الى فى كل شىء، فرايتك ظاهرا فى كل شىء، وانت الظاهر لكل شىء، يا من استوى برحمانيته فصار العرش غيبا فى ذاته، محقت الاثار بالاثار، ومحوت الاغيار بمحيطات افلاك الانوار، يا من احتجب فى سرادقات عرشه عن ان تدركه الابصار، يا من تجلى بكمال بهآئه، فتحققت عظمته من الاستوآء، كيف تخفى وانت الظاهر، ام كيف تغيب وانت الرقيب الحاضر، انك على كل شىء قدير، والحمد لله وحده .

صفحہ 426