============================================================
مقدمة المصحح /م59 وهو بعد أن يذكر آراء المتكلمين في علاقة الأمر بالخلق، يرد عليها جمبعا، ويرى ان الامام الصادق -عليه اللام - وضح هذه العلاقة فيقول: "لا، لا، بل قل كما قال رجل الكتاب وصنو الكتاب: له الخلق ملكا، وله الأمر ملكا، الأرواح ملكه، والأجساد ملكه؛ فأحل ملكه في ملكه، وله علبها شروط ولها عنده وعد؛ فإن وفى بشروطه وفى لهم بوعده."" والشرط هو الالتزام برسالة الأنبياء: (يا بني آدم إما يأتيتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يخزنون).1 ويرى في تفسيره ان الحكمة هى النبوة، ومن تصدى للحكمة برآيه فقد سفه نفسه وسفه عقله.2 و النتيجة الأكثر تأثيرا لهذه القاعدة على تفسير الشهرستاني هي وحدة السنن الكونية في تاريخ الآديان لما بين طبيعة البشر (الخلق) وبين الشريعة (الأمر) من ارتباط؛ وهذا الارتباط يوضحه الشهرستاني في الملل والنحل حين يذكر الشبهات التي اعترضت مسيرة الأنبياء، ويستدل على رأيه بقوله سبحانه: (كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشايهت قلوبهم) وبالحديث النبوي: "لتسلكن سبل الأمم قبلكم حذو القذة بالقذة والنعل بالنعل، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه." وفي تفسيره يقرر آنه "ما من قصة في القرآن إلا ووزانها موجود في هذه الأمة"، ويرى مثلا: أن انحراف بني إسرائيل في عبادة العجل، وإقصاء أولياء الله عن حقهم ظهرت في هذه الأمة متمتلة في "أحقاد الجاهلية لبني أمية اجتمعت وظهرت بقتل أهل بيت المصطفى ل - صلى الله عليه وآله - الذين هم عيش العلم وموت الجهل." 4 وان بني اسرائيل رفضوا ما آراده موسي - عليه اللام - من تنصيب مستودع هو نائبه عليهم ويابه إليهم، وهو ما تكرر في هذه الأمة "ولك أن تطبق الحال على الحال، وتوازن المقالا بالمقال في هذه الأمة، وذلك علم الرجال."5 2. انظر: الورقة 417ا.
1 انظر: رسالة الخلق والأمر في ملحق هزا التفسير.
3. الملل والنحل (يدران) 27-26/1.
4، 154 ب.155 5 الورقة 162آ.
ليتهنل
صفحہ 59