============================================================
314/مفاتيح الاسرار ومصابيح الأيرار قوله -جل وعزن..
و امنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به ولا 2 تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياي فاتقون(4) النظم أمرهم بشكر النعمة والوفاء بالعهد مطلقا في الآية الأولى، ثم قيد النعمة بما أنزل على المصطفى محمد -صلوات الله عليه وآله - مفسرأ لها أو مخصصا، وهكذا منهاج القرآن يعم في الأول ويخص في الآخر، ويطلق على الإجمال ثم يقيد المطلق ويفصل المجمل: (ورخمتي وسعث كل شيء فسأكتبها للذين يتقون)، وكذلك نظائرها: وقد يحمل شكر النعمة على الاعتراف بالنبوة، ويكون الخطاب الثاني الإيمان بما أنزل على النبي؛ فيكون ذلك جمعا بين النبوة والكتاب، وذلك عهد الله على بني إسرائيل، وذلك قوله: (وإذ أخذ اله ميقاق النبيين لما آتئكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رشول مصدق لما معكم لثؤمنن به ولتنصرنه).
التفسير قال أهل التفسير : "امنوا" أي صدقوا بما أنزلته من القرآن، وإنه مصدق لما معكم من التوراة، ليس فيه ما يخالفه في أصول التوحيد وأصول الشرائع والأحكام، وإن كان في بعض الأحكام اختلاف ففي التوراة أيضا أحكام على من كان في أول زمانه بخلاف أحكام من كان في آخر زمانه؛ وذلك لايدل على أن التوراة يخالف بعضها بعضا.
قال مقاتل والضحاك: نزلت في أحبار اليهود منهم كعب بن الأشرف وأصحابه من بني قريظة والنضير.
وقال مجاهد: مصدقا لما معكم من التوراة والانجيل والزبور، والخطاب عام لجميع بني اسرائيل من اليهود والنصارى؛ ونحوه قال ابن عباس في رواية الكلبي وعطاء.ا و قوله: (ولا تكونوا أول كافر به )، والكناية في قوله "به" راجعة إلى ما أنزل من القرآن، والمعنى لاتكونوا أول كافر بالقران فيتبعكم العوام والأتباع على ذلك؛ فتبوءوا ليتهنل
صفحہ 380