============================================================
1273مفاتيح الآسرار ومصابيح الآبرار المحضة لاتدرك الكليات، وكان آدم مخصوصا بالعقل والحس؛ فانفصل عن الحيوانات التى دون نوعه بعقله، وانفصل عن الروحانيات التي فوق نوعه بحسه، وصار وسطا بين النوعين، وفضلا من العالمين، ومجمعا للكونين، حين صار حسه على مزاج عقله: فلم ينازعه في إدراك الكليات، وصار عقله على مزاج حسه؛ فلم ينازعه فى إدراك الجزئيات، وصار الحال الذي في دماغه أو قلبه لوحا محفوظا، تصعد إليه الادراكات الجزئية، فيحفظها: وتنزل إليه الادراكات العفلية، فيحفظها: وبذلك فضل النوعين ووصل الى قاب قوسين.
قوله -جل وعزج: وإذقلنا للملائكةاشجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واشتكبر وكان من الكافرين() النظم لما أبان الله -سبحانه وتعالى -فضل آدم -عليه السلام - واستحقاقه للطاعة بأمرين: أحدهما أنه أخبرهم بأنه جاعل في الأرض خليفة، والخليفة من تكون طاعته طاعة الله: فأمرهم بطاعته سجودأ له استتماما لطاعتهم، واستكمالا لسجودهم وعبادتهم؛ والثاني أنه اظهر لهم فضله بتعلم الأسماء من الحق تعالى، وتعليمها إياهم؛ فصار بذلك معلما لهم: فأوجب طاعة المعلم عليهم: فقال: (وإذ قلتا) أي واذكر يا محمدالقومك حين قلنا لملائكة، وتحقيقه واذكر لقومك قولنا، وهو من خطاب الأكابر، يقول الواحد منهم: فعلتا وقلنا، لعلمه بأن الأتباع يفعلون كفعله ولايخالفه أحد في ذلك؛ ومعنى آخر أن الواحد قديكون في معنى الكل، والإمام في حكم الجماعة، قال الله تعالى: "إن إبراهيم كان أمة) فكذلك خاطبهم الله خطاب الأكابر.
التفسير واللغة والسجود في اللغة: الخضوع والتذلل، يقال: سجدت النخلة، إذا مالت، والسجود في ليتهنل
صفحہ 338