280

============================================================

214مفاتيح الأسرار ومصابيح الآبرار عيل صبرهم بكوا وشكوا؛ فينشأ الله سبحانه سحابة سوداء مظلمة؛ فيرجون الفرج: فيرفعون رؤوسهم إليها: فتمطرهم حجارة عظاما؛ فتزداد النار بها التهابا.

وقال بعض أهل العلم: ليس في قوله *وقودها الناش والحجارة) دليل على أنها لايكون لها وقود غيرهما، ولا في قوله: (أعدت للكافرين) دليل على أنها لم تعد لغيرهم.

قال الله تعالى: (إنكم وما تغبدون من ذون الله حصب جهتم) ولكن العرب قد تكتفي في الشيء ببعض أوصافه، كما تقول: فلان يبيع الخز، ولا يدل على أنه لا يبيع غيره؛ وهذا المتال لا يناسب ما ذكره الله أن وقودها الناس والحجارة: وهو كقول القائل: طهوركم الماء، فيدل على أن غير الماء لايكون طهورا.

وقوله: (أعدت) أي خلقت وهيأت، وفيه دليل -91آ- على أنها مخلوقة الآن.

الكلام فإن قيل: في قوله (أعدت للكافرين) دليل على أن غير الكافر لايدخلها، كما في قوله: ( أعدت للمتقين) دليل على أن غير المتقي لايدخل الجنة. قال المتكلم الأشعري: معناه انها معدة لأقوام وقع في المعلوم أنهم يكفرون، فيخلدون في النار؛ وقدورد في الأخبار أن قوما من العصاة يدخلون النار ويخرجون منها: وقدقال تعالى: (وإن منكم إلا واردها) ثم قال: (ينجي الله الذين اتقوا) فالنار إنما أعدت في الحقيقة لمن كان مثواه ومصير أمره النار، كماقال تعالى: (إن جهنم كانت مزصادأ للطاغين مآبا).

وقال المتكلم المعتزلي: إنها تعد للكافر الذي استوجبها، وقبل الكفر وخلق الكافر لايجوز أن تكون موجودة معدة؛ وقال: من دخلها من أهل الكبائر لم يخرج منها: فإنه وإن لم يكن كافرا مطلقا لم يكن أيضا مؤمنا مطلقا؛ وفي الآخرة إما جنة أو نار؛ فإذا دخل النار فهو من أهل النار؛ فلم يكن من أهل الجنة إلا أنه يخفف عنه العذاب بإسلامه.

وقال المتكلم الوعيدي: صاحب الكبيرة كافر والنار أعدت للكافرين.

وقال المتكلم المرجئ: صاحب الكبيرة إذا كان مسلما لم يدخل [النار] قط.

هذا مقام حيرة المتكلمين كماترى، ولو عرفوا مواقع اليقين بالرجوح إلى الصادقين بينواا ليتهنل

صفحہ 280