161

============================================================

تفسير سورة الفاتحة/95 ونحوها، وقال أبو عبيدة والأخفش والأصمعي وأبو حاتم وأبو الهيتم : مالك أوسع وأبلغ في المدح، يقال: الله مالك كل شيء؛ ولا يقال: ملك كل شيء؛ إنما يقال: ملك الناس، ملك يوم الدين؛ ولايكون مالكا للشيء إلا وهو يملكه، وقد بكون ملك الشيء وهو لايملكه، كمايقال: ملك العرب والعجم.

وقد قيل: إن مالك أبلغ في مدح الخالق من ملك؛ وملك أبلغ في مدح المخلوقين -337 ب * من مالك: لأن المخلوق قد يكون مالكا وهو غير ملك. قال أبو عبيد: والذيا أختاره ملك يوم الدين لأن الإسناد عن النبي -صلى اللهعليه وآله - فيه أثبت، ومن قرائها من أهل الغلم أكثر؛ وقد قال تعالى: (فتعالى الله الملك الحق)، و(الملك القدوش). و"الملك يؤمئن لله) و"الملك" مصدر "الملك" لاغير؛ والملك يصح للمالك والملك . ثم هما لغتان فصيحتان صحيحتان ومعناهما الرب: يقال: ملك الشيء يملكه ملكأ فهو مالك؛ وملكه يملكه ملكا فهو ملك.

التفسير و[المعاني] وفيما أعبرها عنه وجهانا: أحدهما أن معناه القدرة؛ والثاني أنه من الربط والشد. قال المفضل: من قرأ بالألف فمعناه القادر على يوم الدين بالملكة والعلك، ومن قرأ "ملك" فمعناه أن له السلطان العالي على يوم الدين؛ وعلى الوجه الثاني، مالك الشيء من ربطه لنفسه، وملك القوم من [تصدى]لهم وضبط أمرهم، ومنه ملكت العجين. فمن قرا "مالك" قال أبو العباس: معناه مالك يوم الدين بالأحكام، أي يملك الحكم يوم الدين، ويملك إقامته: لا ومن قرا "ملك" فمعناه أنه الملك في هذا اليوم الذي هو يوم الحساب والجزاء، لقوله: (والملك يومئذ لله) على معنى أنه لا يجري لأحد سلطان على أحد يتغلب كما يكون ذلك في الدنيا، ولا يشفع أحد لأحدر إلا بإذنه، ولا يملك الأحكام والقضاء بين العباد فيه إلا اله؛ ومجاز هذه الاضافة قول القائل: فلان أمير هذا البلد، أي هو الأمير فيه؛ كذلك والتقدير: هو الملك في يوم الدين: وقيل: إن في قوله تعالى: (رب العالمين) إشارة إلى ملك الدنيا 1. كذا في المخطوطة: ويظهر أنه يعني: في التعبير بهذه الكلمة عن الرب وجهان.

ليتهنل

صفحہ 161