واما فى هذا الموضع فقد بلغنا فى شرح ما نحتاج الى علمه من امر الحكمة المضافة مبلغا نكتفى به فيما قصدنا له وقدرنا ذلك تقديرا على حسب احتمال المتعلمين ومن كان قريب عهد بالابتدا بالنظر فى العلوم واذ قد اتممنا الاشيا التى كانت قد بقيت علينا فى هذا الموضع فقد بقى علينا من تمام القول فى هذه الصناعة اشيا اخر للفحص عنها † قدر فى هذه الصناعة وموقع † وهى من الاشيا التى تعرض للكمية المفردة التى ليست بمضافة الى شى والاشيآ التى فى العلوم التعليمية كثيرا ما يدعوا الى نبين بعضها ببعض ونميز بعضها ببعض لارتباطها بعضها ببعض فالشى الذى يحتاج الى الفحص عنه وتقديم النظر فيه هاهنا من الاشيا التى ذكرنا هو القول فى الاعداد الخطوطية والمسطحة والمجسمة المكعبة منها والكرية والمتساوية الاضلاع والمختلفة الاضلاع والتى يقال لها دوقاس والتى تشبه الاخشاب وما اشبه ذلك وهذه اشيا يجب ان يخص بالقول فيها كتاب المدخل الى علم الهندسة التى هى فى امر المسايح ولكنها اشيا يتقدم ذكرها فى علم العدد كالشى الذى نسبته المراد كانت هذه الصناعة متقدمة لذلك وكانت لها بمنزلة الام وذلك انا قد بينا قبيل ان هذه الصنايع يرتفع بارتفاعها العلوم الاخر ولا ترتفع هى بارتفاع تلك وعكس ذلك ايضا اعنى ان يوجد تلك تحت وجود هذه اضطرارا ولا يجب وجود تلك بوجود هذه وينبغى ان تعلم اولا ان كل واحد من الحروف التى من عادتنا ان ندل بها على الاعداد على طريق العلامات كدلالة اليآ على عشرة ودلالة الكاف على عشرين ودلالة التا على الاربعماية انما تدل على الاعداد نسبة نسبتها الناس ووضعا وضعوها لا بانها تدل على الاعداد بطبايعها فاما الدلالة [الدلالة] الطبيعية التى ليست بصناعة من الصنايع او حيلة من الحيل وهى لذلك دلالة بسيطة تدل على الاعداد بالرسوم والعلامات فانها تكون على ما ينبغى بان توضع علامات الاحاد التى فى ذلك العدد بعضها الى جانب بعض بعدد ما فيه من الاحاد مثل الواحد اذا كتب بالف واحدة فان الالف حينيذ تدل على الواحد واذا كتبت آلفان احداهما الى جانب الاخرى دلت ذلك على اثنين وان كتبت ثلثة آلفات على استقامة دلت على ثلثة والاربع آلفات على اربعة والخمس الفات على خمسة وما بعد ذلك على هذا المثال دايما فهذا الصنف من الكتاب ووضع العلامات وحده يمكن ان نبين ونوضح رسوم اشكال الاعداد المسطحة والمجسمة فنرسم الواحد هكذا آ والاثنين هكذا اا والثلثة هكذا ااا والاربعة هكذا اااا والخمسة هكذا ااااا وما بعد ذلك على هذا القياس والواحد موضعه موضع النقطة وحاله كحالها وذلك ان الواحد ابتدا الابعاد والاعداد فليس هو هذا ولا عدا كما ان النقطة ابتدآ الخط والبعد وليست خطا ولا بعدا وليس يكون من تركيب نقطة مع نقطة شى غير الذى كان لان ما ليس بذى ابعاد اذا ركب مع ما ليس بذى ابعاد لم يحدث فيه ذلك بعدا كالانسان لو رام ان يركب مع لا شى لا شى فينظر ما الذى يكون من ذلك وعلى هذه السبيل ايضا قلنا فى المساواة انه اذا كانت نسبة الاول الى الثانى نسبة المساواة ونسبة الثانى الى الثالث نسبة المساواة فانه لا يحدث من ذلك فيما بين الحدين اللذين فى الطرفين بعدا كما يحدث فيما بينهما فى النسب الباقية وكذلك ايضا يكون الحال [يكون الحال] فى الواحد فانه اذا ضرب فى عدد ما اى عدد كان بقى ذلك العدد على حاله فلم يتولد عنه شى اخر فالواحد اذا غير ذى بعد وهو ابتدا ساير الانواع واول ما يرى البعد ويظهر يكون ظهور فى الاثنين ثم فى الثلثة ثم فى الاربعة ثم فيما بعد ذلك من الاعداد والبعد هو الذى يرى فيما بين حدين واول الابعاد الخط وذلك ان الخط هو ذو البعد الواحد واما البعدان فهو البسيط وذلك ان البسيط هو ذو البعدين واما الثلثة الابعاد فهى المجسم وذلك ان المجسم هو الثلثة الابعاد وليس يمكن ان يتوهم مجسم له اكثر من ثلثة ابعاد وهى العمق والعرض والطول وبهذه الابعاد تجد الست جهات التى يقال انها فى كل مجسم وهى التى بها نميز الحركات المكانية وهى الكاينة الى قدام والى خلف والى فوق والى اسفل والى ذات اليمين والى ذات الشمال وذلك ان لكل بعد جهتين متقابلتين اضطرارا اما البعد الواحد ففوق وتحت واما البعد الاخر فخلف وقدام واما البعد الاخر فاليمين والشمال ويجب ان ترتجع الحدود على ما اصف ان كان الشى مجسما فان له الثلثة الابعاد كلها وهى الطول والعرض والعمق وعلى عكس ذلك ايضا متى كان للشى الثلثة الابعاد التى ذكرنا فان ذلك الشى بالجملة مجسم وليس واحد من الاشيا بمجسم والشى الذى له بعدان فقط ليس هو بمجسم لكنه بسيط وذلك ان البسيط هو الذى نبهنا ان يكون فيه بعدان فقط والذى عليه يرجع هذا الحد منعكسا ان البسيط هو الذى له بعدان وما كان انما له بعدان فهو ابدا بسيط وانما نقص الخط عن البسيط بعدا واحدا لان الخط هو ذو البعد الواحد وانما ينقص عن البسيط بعدا واحدا فقد وينقص عن المجسم بعدين واما هو نفسه فان الذى ينقص عنه بعدا واحدا هو النقطة ولذلك قد قيل اولا ان النقطة ليست بذات ابعاد ونقصانها عن المجسم ثلثة ابعداد وعن البسيط بعدين وعن الخط بعدا واحدا
[chapter 30: II 7]
صفحہ 69