مدخل إلى العلاج النفسي الوجودي
مدخل إلى العلاج النفسي الوجودي
اصناف
وكم ذا شيد المشيدون في علم النفس من أنساق معجبة تتراكم فيها التجريدات عالية تجريدا فوق تجريد، مستسلمين كدأب المفكرين العقلانيين لعقدة الصرح
edifice complex
إلى أن يتم لهم بناء مهيب خلاب. المشكلة الوحيدة هي أن الصرح كان في أغلب الأحوال منبتا عن الواقع في أساساته ذاتها.
أما الأطباء النفسيون وعلماء النفس المنتمون إلى حركة العلاج الوجودي، فيصرون على أننا يلزمنا بالضرورة، وما يزال باستطاعتنا، أن يكون لدينا علم يضطلع بدراسة الكائنات الإنسانية في واقعها الفعلي. (2) الفرويدية التقليدية
يفترق لودفيج بنسفانجر، وغيره من المعالجين الوجوديين، عن فرويد في عديد من النقاط الهامة. منها رفضهم لما ذهب إليه من أن المريض النفسي مسير بالغرائز والدوافع. فالفرويديون، على حد قول سارتر، قد غاب عنهم ذلك «الكائن الإنساني» الذي تحدث له هذه الأشياء.
كذلك يلقي الوجوديون ظلالا من الشك على فكرة فرويد عن اللاشعور بوصفه خزانا للميول والرغبات والدوافع التي تتحكم في السلوك وتوجهه. فهذه النظرة إلى اللاشعور «القبو»
cellar
تتيح للمريض في الموقف العلاجي أن يتنصل من المسئولية عن أفعاله بعبارات من قبيل: «إن اللاشعور هو الذي فعلها وليس أنا». ويصر الوجوديون دائما على أن يحملوا المريض المسئولية بأن يسألوه أسئلة مثل: «لا شعور من هذا؟!»
تتجلى الاختلافات بين الوجودية والفرويدية أيضا في مسألة أشكال العالم. فرغم عبقرية فرويد وأهميته في كشف النقاب عن أشكال الغرائز ومسائل الدوافع والحدوث والحتمية البيولوجية، إلا أن الفرويدية التقليدية لا تقدم لنا عن العلاقات بين الأفراد كذوات (العالم-مع) إلا تصورا باهتا مبهما. (3) المدرسة البينشخصية في العلاج النفسي
إن نظرة متفحصة في الأشكال الثلاثة للعالم لتكشف الفروق بين العلاج الوجودي وبين المدرسة البينشخصية
نامعلوم صفحہ