154

مدخل فقہی

المدخل الفقهي العام

ناشر

دار القلم

اصناف

الفصل الحادي عشر

الدور الفقهي الثاني عصر الخلفاء الراشدين فما بعده إلى منتصف القرن الأول /19- قد انتقلت في هذا الدور حال علماء الصحابة من ظور إلى طور.

فهم في حياة الرسول كان شأنهم تلقيا عنه ووعيا لما يلقيه إليهم ف لم تكن بهم حاجة إلى إعمال الفكر في تفهم الأحكام المحتاجة إلى تبصر ونظر ذلك الإعمال المسمى بالاجتهاد، لأن حمل هذا العبء الفكري مع احتمال الصواب والخطأ فيه لا معنى له مع وجود من إليه المرجع في كل شؤون الشريعة وأحكامها.

فشأنهم في حياة الرسول استماع واتباع واستفتاء منه فيما يشكل عليهم، وبتعبير آخر: اعتماد على الرسول في الفهم والتوجيه في كل شيء.

أما بعد وفاته عليه الصلاة والسلام فقد انتقلوا فجأة من طور الاعتماد الى طور الاجتهاد، لزوال ذلك المرجع، وحلول مخلفاته الدستورية - القرآن والسنة - محل بياناته الشفهية . فتولدت في ذلك الحين ضرورة إلى الاجتهاد لا مناص منها تجاه طوارىء الحوادث، ولا حدود ولا أمد لها فالمسلمون بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام قد انسابوا فاتحين في ملك كسرى وقيصر، لتحطيم الحواجز التي أقامها الملوك في وجه دعوة الاسلام ورسالته الإصلاحية في الأرض، فكانت تحت حكم المسلمين أمم ذات حضارات عريقة في مصر وفارس وسورية نم شمال إفريقية، وماجت

صفحہ 172